بينما لم يتبق على الاحتفال باليوم الوطني السعودي 91 سوى أسبوعين، يتساءل المواطنون حول قصة وتاريخ النشيد الوطني: «سارعي للمجد والعلياء... مجدي لخالق السماء... وارفعي الخفاق أخضر.. يحمل النور الـمسطر.. رددي الله أكبر»
وتعود قصة النشيد الوطني السعودي إلى سبعينات القرن الماضي بعد نحو ما يزيد على أربعين عاما على اليوم الوطني السعودي الأول، عندما زار الملك خالد بن عبد العزيز هذه الكلمات -بحسب لقاءات الشاعر الراحل الإذاعية القديمة- لزمن زيارة رسمية قام بها الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز إلى جمهورية مصر العربية، أثناء رئاسة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
وخلال الزيارة أعجب الملك خالد بكلمات النشيد الوطني المصري، في حين لم يكن هناك نشيد وطني متعارف عليه للمملكة رغم مرور عشرات الأعوام على اليوم الوطني السعودي الأول؛ فسأل الملك خالد وزير إعلامه المرافق له في الزيارة محمد يماني: لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيد وطني؟ وفقا لمؤلف النشيد الراحل إبراهيم خفاجي في حوار سابق له مع المذيع فريد مخلص عبر إذاعة البرنامج الثاني.
ومن هنا خاطب الدكتور إبراهيم اليماني كبار الشعراء في المملكة طالبًا تأليف النشيد الوطني السعودي؛ منبهًا إلى أن يكون متوافقًا في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي السعودي المعروف.
ولحن الملحن المصري عبدالرحمن الخطيب السلام الملكي السعودي بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر؛ ليكون هدية بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله إلى مملكة مصر في عام 1365هـ 1945م.
وأضاف إبراهيم خفاجي أن الأمير الراحل عبدالله الفيصل هو من اقترح على القيادة تكليفه بكتابة النشيد الوطني السعودي.
وأثناء ذلك كان خفاجي يقضي إجازته في القاهرة؛ فبحث عنه السفير السعودي في مصر آنذاك أسعد أبو النصر وعندما اهتدى إلى عنوانه ترك له إشعارًا بمراجعة السفارة السعودية في القاهرة لأمر هام.
وما إن علم إبراهيم خفاجي برغبة القيادة وتشريفه بهذه المهمة الوطنية؛ حتى استعد لها؛ ولكن الملك خالد انتقل إلى رحمة الله تعالى 1402هـ فتأخر تنفيذ الفكرة.
وبعد وفاة الملك خالد، بلغ إبراهيم خفاجي أن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز يريد تنفيذ الفكرة، وبلّغه اشتراط الملك فهد أن يكون النشيد خاليًا من اسم الملك، وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد.
واستغرق إبراهيم خفاجي ستة أشهر في إعداد نص النشيد الوطني السعودي، ثم سلّم النص للموسيقار السعودي المعروف سراج عمر العمودي، الذي كلفته القيادة بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي.
وأعجب الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز الذي أمر بتوزيع نسخ من النشيد الوطني السعودي على جميع سفارات المملكة العربية السعودية، وإثر ذلك منح الملك فهد، الشاعر إبراهيم خفاجي، شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك.
وتم بث النشيد الوطني السعودي في افتتاحية البرامج في إذاعة وتليفزيون المملكة، لأول مرة يوم الجمعة في أول أيام عيد الفطر المبارك 1404هـ - 1984م
وصدر تعميم وزير التربية والتعليم آنذاك في العام 1425هـ، بأن يكون النشيد الوطني السعودي ضِمن فعاليات الاصطفاف الصباحي في جميع المدارس بمختلف مراحل التعليم إلى جانب تحية العلم.
اقرأ أيضا: