عضو هيئة كبار العلماء: قرار قصر الحج ينطلق من مصلحة شرعية

عضو هيئة كبار العلماء: قرار قصر الحج ينطلق من مصلحة شرعية

أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالسلام السليمان، اليوم السبت، أن قرار المملكة إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة ينطلق من مصلحة شرعية.

وقال السليمان، خلال مداخلة مع قناة «الإخبارية»: القرار يأتي من منطلق ما جاءت به الشريعة، فالشريعة جاءت لحفظ الأنفس، لذلك إذا نظرنا إلى الآيات الدالة والتي تكلمت عن ما يتعلق بالحج، نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول: {إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)}.

وأشار إلى أن هذه الآية ترشد إلى ما يتعلق بالأمن وهو الأمن في البيت الحرام، مؤكدً أن التطهير يكون بمنع انتشار الأمراض والأسقام كالعدوى وخاصة مثل هذا المرض الذي انتشر على مستوى العالم.

وتابع: لا شك أننا استمعنا إلى هذا القرار الحكيم، ولا شك ان مثل هذه القرارات التي تصدر من هذه الجهات بتوجيهات من القيادة العليا لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد تصب في مصلحة الحاج والمعتمر، وكذلك ما توليه هذه البلاد من عناية بالحجاج.

وتابع: وأيضًا جاءت الأحاديث الصحيحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة وأن تبذل الأسباب التي تمنع انتشار هذا الوباء، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «لا يوردن ممرض على مصح» وأيضًا جاء «فر من المجذوم كما تفر من الأسد»، وهذه الأحاديث لا شك توضح أهمية أنه لا يورد ممرض على مصح، ولذلك عندما قررت الجهات الأمنية أن يقتصر الحج فقط على الداخل، فلا شك أن هذا يأتي حفاظا على سلامة الحجاج، فهذا المنع لا شك ينطلق من مصلحة شرعية.

وواصل السليمان قائلًا: إن الشريعة جاءت لبذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها» فكل هذه دلالات واضحة، تؤكد أن هذه القرارات منطلقة من هذه الأحاديث، وكذلك النصوص التي تدل على وجوب المحافظة على النفس وأن هذا مقصد من مقاصد الشريعة، ففي قوله تعالي: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} و{لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وأيضًا قواعد الشريعة تدل على دفع الضرر {لا ضرر ولا ضرار}، وأيضًا من القواعد المتفرعة عن هذه القاعدة أن الضرر يدفع قدر الإمكان، وهذا هو ما قامت به هذه البلاد المباركة من دفع الضرر خاصة على الحجاج.

وأكد أن أهل الاختصاص قرروا أيضًا أن التجمعات تعتبر السبب الرئيس لانتقال العدوى، وخاصة فيما يشهده العالم خلال هذه الجائحة، ولا شك أن المنع والتقليل من عدد الحجاج هو الحل الأمثل، مشيرًا إلى أنه ولله الحمد ففي هذه السنة زاد عدد الحجاج عن العام الماضي، ولا شك أن هذا أيضًا جاء من منطلق دراسات واحترازات وضعتها الدولة، وذلك لأهمية إقامة شعيرة الحج، ولكي لا يلحق ضرر بالحجاج جاءت هذه القرارات بأن يكون العدد محدودًا وخاصة من الداخل؛ لذا فإن ما قررته المملكة وفقها الله من هذا القرار الحكيم بأن يكون عدد الحجاج 60 ألف حاج من داخل المملكة، جاء من اجل المحافظة على صحة الحجاج.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa