قال محللون إن صادرات إيران من النفط قد تنخفض إلى النصف بحلول منتصف العام القادم عن مستواها في أكتوبر، مع تشديد الولايات المتحدة الخناق على طهران، من خلال العقوبات التي ستركز الآن على الحد من إيرادات النفط بدلًا من الواردات من الدول المتعطشة للطاقة.
وبحسب تقرير لصحيفة "ذي ناشيونال" -ترجمته "عاجل"- "أعادت إدارة دونالد ترامب فرض عقوبات نفطية على إيران في منتصف نوفمبر، بعد انسحابها في مايو من الاتفاق النووي الذي أبرم بين الغرب وطهران في عام 2015. إلا أن البيت الأبيض منح إعفاءات لثمانية دول تظل تستورد النفط الإيراني بمعدلات منخفض، في تغيير للاستراتيجية السابقة التي كانت تستهدف صفر صادرات.
ونقلت عن إيمان ناصري، العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط في شركة FGE للاستشارات ومقرها لندن، أن إيران، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، صدّرت في إبريل بمستوى قياسي بلغ 2.8 مليون برميل في اليوم، وهو رقم تراجع إلى 1.6 مليون برميل في اليوم.
وأضاف "ناصري" قائلًا: "توقعاتنا الآن أنها ستنخفض إلى مليون برميل يوميًّا ربما بحلول نهاية هذا العام أو الربع الأول من العام المقبل، وحوالي 800 ألف برميل يوميًّا بحلول منتصف العام المقبل."
واستندت شركة الاستشارات في توقعاتها على الافتراضات الخاصة بالسلطة الممنوحة للدول التي حصلت على إعفاءات من الإدارة الأمريكية، حيث حصلت الصين والهند واليونان وإيطاليا وتايوان واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية على إعفاءات، بشرط أن تقلل من وارداتها الإيرانية خلال 180 يومًا.
ووفقًا لمحلل آخر، فمن المرجح أن تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بمراجعة امتثال الدول المعفاة للحد من صادراتها الإيرانية بشكل كبير للسماح باستمرار الواردات من طهران.
وأضاف المحلل: "ستنظر الإدارة الأمريكية في كمية الواردات التي تم استيرادها، وإلى أي مدى تم تخفيضها، وستنظر إلى حالة السوق وتقرر أيها تتجدد، وإذا تم تجديدها، فبأي قدر يتعين عليها خفضه. المجموعة التالية من الإعفاءات إذا تم تجديدها ستكون بالتأكيد بكميات أقل".
وأشار هومايون فالكشاهي، كبير المحللين في مجال الاستكشاف والإنتاج في شركة "وود ماكينزي" الاستشارية، إلى أن أحدث موجة من العقوبات كانت أكثر تركيزًا على الحد من قدرة إيران على جني إيرادات من بيع النفط الخام والمتكثفات، وأقل من تخفيض شحناتها الفعلية إلى الصفر.
وتابع قائلًا: "لقد غيرت الولايات المتحدة هدفها من الصادرات الصفرية إلى العائد الصفري، واستهدفت بدلًا من ذلك الوسائل التي تستخدمها إيران في استرداد عائداتها من مبيعاتها النفطية".
