أحد محال بيع المشالح - أرشيفية 
الاقتصاد

إقبال كبير على اقتناء المشالح بالشرقية مع اقتراب عيد الفطر

وكالة الأنباء السعودية ( واس )

تشهد محال بيع المشالح "البشوت" بالمنطقة الشرقية مع اقتراب عيد الفطر المبارك، إقبالاً كبيراً من المواطنين ومن دول مجلس التعاون الخليجي ومن المقيمين من مختلف الدول العربية، وذلك لما اشتهرت به المنطقة من جودة عالية ودقة متناهية في حياكة المشالح، والذي يمثل موروثًا أصيلًا يحرص الآباء والأبناء على اقتنائه على حد سواء مع كل مناسبة.

ويعد المشلح من المقتنيات الثمينة التي تحرص عليها العوائل السعودية، حيث إن مكونات المشلح هي من تقوم سعره وقيمته، كما تعد المنطقة الشرقية إحدى أهم الأسواق المنتجة والمصدرة للمشالح في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

وتمتد حياكة المشالح في الأحساء لأكثر من قرن من الزمن، والتي تعد كأول مدن المملكة التي بدأت هذه الصناعة الأثرية الأصيلة التي حافظ عليها وأتقن صنعها وحياكتها الكثير من العائلات الأحسائية.

وتشهد حال بيع المشالح إقبال العديد من المتسوقين من مختلف شرائح المجتمع من الكبار والصغار، وذلك لشراء أنواع المشالح، وبمختلف الأحجام والألوان والتي تتناسب مع مختلف المناسبات الاجتماعية سواء الزواجات والاجتماعات العائلية إضافةً إلى المناسبات الوطنية المتمثلة في اليوم الوطني ويوم التأسيس ويوم العلم للمملكة العربية السعودية.

وأوضح حائك المشالح نسيم الشواف، أنه عمل في مهنة حياكة المشالح قبل أكثر من 45 سنة حيث تعلم هذه المهنة من والده، مُبيناً أن المشلح الأحسائي اليدوي يمتاز بدقة حياكته من خلال استخدام خيوط الحرير والقطن والصوف وتطريز حواشي المشلح بالزري الذهبي والفضي الذي يضاف عليه الخطوط الحمراء للزينة وذلك بحسب رغبة الزبون.

وأشار أن مدة حياكة المشلح اليدوي تمتد من عشرة أيامٍ إلى ستة أشهر حيث يعمل على الحياكة والتطريز 5 حائكين متخصصين في كل جزء من أجزاء المشلح المتمثلة في تركيب الهيلة، السموط، البروج، وتركيب المكسر، مضيفاً إلى أن مراحل حياكة المشلح تتضمن سبعة مراحل تبدأ بمرحلة التركيب، الطوق، الهيلة، البروج، المقصر، ومرحلة القيطان والخبانة وصولاً إلى مرحلة البرداخ التي تم فيها ضرب الزري وإبراز لونه الذهبي.

وبين أن عدداً من العوائل حولوا مجالسهم لأماكن صناعة وحياكة المشالح وتعليم الحياكة حيث يرسلون أبنائهم منذ الصغر لتعلم المهنة التي تصل لمدة 5 سنوات يتم خلالها التدرج في تعلم أمور الحياكة بطي خيوط المشلح وتنظيفه والتعلم على كيفية غرز الإبرة وأخذ المقاسات على قطع القماش والتدرب على الخيوط النحاسية التي يعتمد عليها في خياطة المشلح.

وأفاد أن الحائكين يعمدون على تعليم أبنائهم هذه المهنة بهدف تكوين مصدر دخل إضافي للعائلة، غير أن ظهور الطفرة الصناعية واكتشاف النفط في المملكة أسهم في انتقال الكثير من الحائكين للعمل في الشركات الصناعية وأخذ ممارسة الحياكة كنوع من الهواية.

وأفاد أن المناسبات الوطنية السعودية المتمثلة في اليوم الوطني، ويوم التأسيس ويوم العلم، أسهمت في إقبال الموطنين لاقتناء وشراء المشالح، وذلك لإظهار الفرحة والتعبير عن الانتماء الوطني عبر هذه المناسبات الغالية على كل المواطنين، مشيرًا إلى أن سعر المشلح اليدوي يتراوح ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف ريال وذلك بحسب شكل التصميم ونوع الزري المستخدم والألوان ومقاس الزبون ونوع الخام المستخدم في المشلح.

وأضاف الشواف: "أن المجتمع السعودي في جميع مناطق المملكة اعتادوا منذ القدم على لباس المشلح في جميع المناسبات العامة والخاصة حيث يعد جزء من ثقافة المجتمع السعودي وتعبيراً عن تبادل التقدير والاحترام في استقبال الضيوف، مشيراً إلى أن الآباء والأجداد زرعوا ثقافة ارتداء المشالح في أبنائهم وذلك امتداداً إلى تأصيل هذه الثقافة للأجيال القادمة.

وأبان أن مكونات المشلح هي من تقّوم سعره وقيمته، منوهاً بأن الطلب على المشلح الأحسائي اليدوي لايزال قائماً وبشكل كبير في مختلف مدن المملكة، لافتاً النظر إلى أن البشت المُزرى بالزري الألماني يعد من التحف الثمينة التي يحرص على اقتنائها العديد من العوائل السعودية.

وأفاد عدد من المتسوقين أن ارتداء المشالح تمثل عُرفاً اجتماعياً سعودياً يحرص الآباء والأجداد على ارتدائه ولبسه في جميع المناسبات الأسرية الخاصة والزوجات، إضافة إلى المناسبات الرسمية والوطنية، مؤكدين الحرص على تعليم أبنائهم منذ من الصغر على لبس المشالح وذلك للحافظ على هذا الموروث الثقافي والاجتماعي الأصيل في المملكة.

مرر للأسفل للمزيد