نظام المدفوعات العالمي سويفت

 
الاقتصاد

بعد طرد بنوك روسيا الكبرى من نظام المدفوعات العالمي.. ما هو "سويفت"؟

فريق التحرير

بعدما أصبحت بنوك روسيا الكبرى خارج نظام المدفوعات العالمي "سويفت"، على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، ضمن سلسلة عقوبات غربية ضد موسكو، فما هو نظام سويفت؟

ماذا تعني سويفت؟

"سويفت SWIFT" هي كلمة اختصار للتّسمية: Society for worldwide interbank financial telecommunication.

وسويفت عبارة عن شركة دولية مقرها يقع في Hulpe بالقرب من بروكسل في بلجيكا، ويتألف مجلس إدارة سويفت من 25 عضوا كلهم من مجتمع مصرفي دولي، وكل واحد منهم حامل لصوت غير مباشر لبلده.

نظام سويفت

هذه الشركة هدفها لا يتمثل في تحقيق الأرباح بل في تأمين عمل سير شبكة دولية للاتصالات الإلكترونية ما بين ممثلي الأسواق المالية، وتوفير وسيلة مضمونة آليا لتسوية المدفوعات، وذلك بإدخال مقاييس موحدة في العلاقات المصرفية الدولية.

وتشكلت سويفت في عام 1973 بواسطة 239 بنكا موزعة على ١٥ بلدا، ثم أسست هذه الشركة شبكة للتحويلات المالية تحت الاسم ذاته "سويفت" عام ١٩٧٧ واستخدمت تقنيات حديثة في التحويلات المصرفية عوضا عن التلكس الذي لم يكن آمنا وحتى عام ٢٠١٠ كان يستخدم الشبكة نحو ٩ آلاف بنك في ٢٠٨ دول، وارتفع هذا الرقم بعد ذلك.

طبيعة عمل سويفت

تعد أول مهمة لـ"سويفت" هي ضمان عدم نكران معاملة التبادل، بمعنى أنه لا أحد من المتعاملين يستطيع نفي وجود صفقة قد تمت، فسويفت بمثابة فعل توثيقي في مجموع المعاملات المنجزة مهما كان المبلغ، وهذا لحماية المساهمين، فإن قام بنك بدفع مبلغ لبنك آخر فالبنك الدافع يطالب بضمان استلام لهذا الّدفع.

وجاءت فكرة سويفت آنذاك من برنامج تعاملت به شركات الطيران الكبيرة من أجل تحسين ظروف التعامل مع زبائنها، لتمكنهم من حجز أماكنهم على متن الطائرة.

تشّجعت بعض البنوك الأمريكية الكبرى على تطوير هذه الفكرة وانتهى الأمر بتوحيدها في مؤسسة ببلجيكا.

خصوصية سويفت

في عام 2006 كشفت الولايات المتحدة الأمريكية أنها بمساعدة سويفت تجسست بشكل غير قانوني على التّعاملات المالية الّدولية بهدف تعقّب الأشخاص المشتبه في صلتهم بتبييض الأموال، في إطار المكافحة ضّد هذه الأعمال منذ هجمات ١١ سبتمبر وزودت سويفت سريا على مدار سنوات وكالة المخابرات الأمريكية بمعلومات عن ملايين الصفقات، وبالرغم من الجدل الذي أحدثه هذا الأمر فحتى يومنا هذا تعد سويفت SWIFT الأداة الأكبر والأكثر كفاءة لتحويل الأموال الدولية.

روسيا وسويفت

تكشف أرقام سويفت عن إجراء 42 مليون رسالة يوميا في عام 2021، وفي 2020 استحوذت روسيا على نحو 1.5% من الحركات المالية عبر سويفت، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا تفكر الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في إبعاد روسيا من هذا النظام. وأيدت فرنسا وأستراليا إبعاد روسيا من نظام سويفت.

ماذا يعني إبعاد روسيا من نظام سويفت؟

سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج روسيا، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، لكن هناك معاناة إنسانية ستترتب على هذا الأمر، وهو أنه لا يمكن تنفيذ الحوالات المالية بين الروس في الخارج وأقاربهم في الداخل أو العكس، فالأمر لا يقتصر على الحوالات التجارية فقط.

وفي سابقة دولية، تم عزل إيران عن نظام سويفت في 2012 بعد أن فرضت عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، وخسرت طهران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط، وتضررت 30% من حركة تجارتها الخارجية.

وأعلنت الدول الغربية اليوم، عقوبات جديدة شاملة على روسيا تضمنت حرمان بنوكها الرئيسية من الاستفادة من نظام سويفت المالي العالمي.

وقالت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون، إنهم سيفرضون قيودا على البنك المركزي الروسي للحد من قدرته على دعم الروبل وتمويل جهوده الحربية.

سويفت سلاح نووي مالي

في وقت سابق وصف وزير المالية الفرنسي القرار بأنه "سلاح نووي مالي" بسبب الضرر الذي سيلحقه بالاقتصاد الروسي حيث سيوجه ضربة للتجارة الروسية ويجعل من الصعب على شركاتها القيام بتعاملات تجارية.

ويمكن للعقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي أن تحد من استخدام بوتين لاحتياطاته الدولية التي تزيد عن 630 مليار دولار ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تحمي روسيا من بعض الأضرار الاقتصادية.

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إن الإجراءات الجديدة ستمنع روسيا من "استخدام صندوق تمويل الحرب".

ولكن نظرا لأن البنوك الروسية الكبيرة مندمجة بعمق في النظام المالي العالمي فقد يكون لمثل هذه العقوبات تأثير غير مباشر مما يلحق الضرر بالشركاء التجاريين في أوروبا وأماكن أخرى.

مرر للأسفل للمزيد