الاقتصاد

انهيار مرتقب لأسعار الغاز الطبيعي إلى ما دون الصفر.. ووزير قطري يعترف

بلومبرج: تحالف السعودية وروسيا أنقذ النفط

فريق التحرير

حذرت معلومات متخصصة بمجال الطاقة، منتجي الغاز الطبيعي في العالم، من انهيار مرتقب للأسعار في الأسواق؛ ما يعني تعميق أزمة الدول التي يعتمد اقتصادها على الغاز الطبيعي، لا سيما مشيخة قطر. ويأتي هذا بعد أكثر من شهر من انهيار النفط، ووصوله إلى دون مستوى الصفر.

واعترف وزير الطاقة القطري، في وقت سابق، بأنه سيكون هناك شيء «خاطئ بشكل كبير» في سوق الغاز الطبيعي؛ وذلك بعدما توقفت الدوحة عن بيع الغاز الطبيعي المسال بسبب انخفاض الأسعار.

وأشار التجار والمحللون الذين شملهم استطلاع وكالة بلومبرج إلى احتمال ظهور غاز دون الصفر في أوروبا، في حين قام مشترو الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بإلغاء عشرات الشحنات المقررة في الصيف، مع انخفاض الشحنات من دول بما في ذلك ماليزيا، وبروناي، والنرويج.

بلومبرج: تحالف السعودية وروسيا أنقذ النفط

وفي مقابل الدور الكبير الذي قامت المملكة العربية السعودية وروسيا لإدارة أسعار الإنتاج وإنقاذ سوق النفط، وسط تحالفات واسعة؛ فإن المنتجين بسوق الغاز الطبيعي يفتقرون –بحسب «بلومبرج»– إلى نهج منسق يسمح بزيادة العرض الحالي بلا حدود.

وحقق النفط انتعاشًا سريعًا بعد تحركات عاجلة من المملكة العربية السعودية وشركائها من كبار المنتجين في تحالف «أوبك +» لكبح الفائض، في حين لا تزال سوق الغاز الطبيعي عالميًّا، التي تبلغ قيمتها 600 مليار دولار، تعاني من زيادة العرض بقدر غير عادي.

ووفق تجار ومحللين في سوق الغاز الطبيعي، فإن أسوأ التطورات ربما تكون في الطريق مع انخفاض الطلب، وقرب التخزين من السعة القصوى؛ ما يخلق الظروف المثالية للأسعار السلبية في بعض أنحاء العالم، بالتزامن مع جائحة فيروس كورنا المستجد (كوفيد–19).

ويعاني منتجو الغاز الطبيعي، حاليًّا، بدايةً من الحقول الصخرية في ولاية تكساس إلى جزيرة كيرتس الأسترالية. وعلى عكس سوق النفط، لم يكن هناك أي مؤشر على استجابة منسقة لمعالجة التخمة؛ ما يعني أن التداعيات قد تكون أعمق وأطول.

المجهول ينتظر منتجات تعتمد على الغاز الطبيعي

ويقول رئيس تجارة الغاز الطبيعي بشركة «فاتنفال» السويدية جاي سميث: «نحن أمام مجهول، نظرًا إلى مستويات الطلب المنخفضة، ومخزون التخزين المرتفع.. هناك خطر حقيقي على المدى القصير»، في إشارة إلى أحوال الوقود المستخدم في توليد الطاقة والكيمياويات والأسمدة.

وفيما كان من المقرر أن يواجه الغاز الطبيعي عامًا سيئًا، بعدما أدى الشتاء المعتدل إلى تفاقم تخمة الإنتاج، فإنَّ الأمور تحوَّلت من سيئ إلى أسوأ؛ حيث تسبب تفشي فيروس كورونا في إعاقة الطلب، وأجبر المشترين الرئيسيين على رفض عمليات التسلم.

في المقابل، لم يخفض كبار البائعين حتى الآن ما يكفي من الإنتاج الذي تقترب مخزوناته من السعة القصوى، كما فعل منتجو النفط لفترة وجيزة في أبريل الماضي، بنسبة دون ناقص 40 دولارًا للبرميل.

السوق الأوروبية قد لا تستوعب إنتاج الغاز الطبيعي

ويشير تجَّار الغاز الطبيعي والمحللون إلى أن أوروبا، باعتبارها أول سوق، من المُرجَّح أن تصل إلى نقطة الأزمة هذه التي يمكن أن يكون لها آثار مضاعفة على المشترين والبائعين بدءًا من الولايات المتحدة إلى آسيا.

يأتي هذا رغم أن أوروبا يوجد بها مجموعة كبيرة من المشترين للغاز الطبيعي والبنية التحتية المرنة القادرة على استيراد وتصدير البضائع، حتى أصبحت تعرف باسم «بالوعة» الغاز العالمي، في مقابل الاقتصادات المتعطشة للطاقة بشكل متزايد في آسيا، بقيادة الصين.

ويسجل المخزون في جميع أنحاء أوروبا رقمًا قياسيًّا موسميًّا بنسبة 73٪، مقارنةً بمتوسط الـ5 سنوات البالغ 45٪، وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة «جاز إنفنستركشن يوروب Gas Infrastructur Europe».

محللون: اهتزاز أسواق الغاز الطبيعي في أغسطس أو سبتمبر

وقال إدموند سياو المحلل لدى شركة استشارات الطاقة فاكت جلوبال إنرجي: «إن مخزون الغاز الأوروبي هو أكبر خطر على أسواق الغاز العالمية، وستشهد أسعار الغاز زيادة في الضغط وعدم الاستقرار، بينما تفقد السوق تدريجيًّا إحدى الأدوات لموازنة نفسها».

وتشير المعلومات إلى أن التركيز على إحدى الأسواق الأوروبية على وجه الخصوص خطوة ستصبح سلبية. وفي ضوء المؤشرات الأربعة الرئيسية عالميًّا، فإن نقطة التوازن في بريطانيا هي الأضعف، بعد انخفاض عقد اليوم التالي، مؤخرًا إلى 0.99 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية.

ويرى هادريان كولينو كبير محللي الغاز لدى شركة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة (Wood Mackenzie Ltd)؛ أنه «إذا رأينا أسعار الغاز دون مستوى الصفر في أوروبا، فسنرى مثلها في بريطانيا.. السوق مقيدة بقدرتها المادية. بمجرد ملء مواقع التخزين، يمكن أن تنخفض الأسعار إلى ما دون الصفر».

وتوضح المعلومات أن «بريطانيا ليس لديها مكان كبير لمزيد من الغاز، في حين لا يزال لدينا مساحة في أوروبا القارية»، وأن إغلاق شركة سنتريكا (Centrica Plc) عام 2017، تسبب في انخفاض سعة التخزين في المملكة المتحدة كثيرًا.

ووفقًا لمحلل متخصص بالغاز الطبيعي، فمن المرجح أن تنعكس الأسعار الأوروبية سلبًا في العقود السريعة –خلال اليوم، أو اليوم التالي بدلًا من العقود الإضافية– عندما تكون معدلات ضخ التخزين منخفضة والطلب ضعيفًا بسبب الطقس المعتدل والرياح.

وقال المحلل المتخصص بالغاز الطبيعي المسال نيك بويز لدى «Axpo Group» السويسرية: «يُحتمَل حدوث ذلك في أغسطس، أو مطلع سبتمبر حينما يكون لدينا أكبر تطابق في كل من أدنى طلب وأعلى مخزون تخزين».

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد