قال وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، إن المملكة تجاوزت آثار جائحة كورونا، نتيجةً لسرعة الاستجابة والإجراءات غير المسبوقة التي اتّخذتها لحماية المواطنين والمقيمين ودعم النشاط الاقتصادي، التي قُدّرت بنحو 13.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
جاء ذلك خلال كلمة وزير المالية في افتتاح الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية التي تستضيفها المملكة بمحافظة جدة، بحضور وزراء المالية والاقتصاد العرب، ورؤساء وأعضاء مجالس إدارة الهيئات المالية العربية، ومحافظي المصارف المركزية العربية، ومديري مؤسسات التمويل العربية، وممثلين عن صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية،
وأوضح الجدعان، أن المنجزات المُتحققة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي الذي بدأته المملكة في عام 2016م ضمن رؤية 2030 ساعدت في محاصرة وباء كورونا وعودة الحياة لطبيعتها بشكل سريع.
وأشار إلى أن كثيرًا من الدول العربية بدأت في التعافي من آثار جائحة كورونا والعودة إلى مسارات النمو، وأنه من المتوقع -وفق تقديرات صندوق النقد العربي- أن يشهد معدل نمو الاقتصادات العربية مجتمعة ارتفاعاً في عام 2022م ليسجل نحو 5.0 في المئة، مقابل 2.9 في المئة للنمو المسجل في عام 2021م، مدفوعًا بالعديد من العوامل ومنها التحسن النسبي في مستويات الطلب العالمي، وارتفاع معدلات نمو قطاعي النفط والغاز، ومواصلة الحكومات العربية تبنّي حِزَم التحفيز لدعم التعافي الاقتصادي.
وحول ملف المناخ، أوضح الجدعان، أن المملكة أدركت أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة آثار التغير المناخي، وقدّمت مبادرات نوعية تهم المنطقة والعالم أجمع، أبرزها مبادرات السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، والاقتصاد الدائري للكربون، التي ستسهم بحول الله في تحقيق الأهداف الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، وتدعم استقرار النمو الاقتصادي، داعياً المؤسسات المالية العربية للاستفادة مما يوفره نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أقرّه قادة مجموعة العشرين أثناء ترؤس المملكة للمجموعة في عام 2020م.
ودعا وزير المالية، القائمين على المؤسسات المالية العربية إلى مراجعة استراتيجيات العمل وتوجهاتها في ظل التغيرات العالمية، ووفقاً لمتطلبات منطقتنا ومواطنيها ضمن إطار عمل متقن يراعي الأولويات والاحتياجات، ويقيس العوائد المحتملة بموضوعية.