أعلنت وزارة المالية الصينية، اليوم الثلاثاء، أن نائب الوزير لياو مين سيقود وفدًا تجاريًّا إلى واشنطن، غدًا الأربعاء، قبيل محادثات رفيعة المستوى مقررة في مطلع أكتوبر.
وأضافت الوزارة -في بيان - أنّ زيارة لياو والوفد المرافق له تأتي بدعوة من الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من شهر سبتمبر الجاري، تحدث نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، هاتفيًّا، مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة ستيفن منوشين، واتفقوا على عقد اجتماع في شهر أكتوبر المقبل، في محاولة جديدة لإنهاء الحرب التجارية المستمرة منذ فترة طويلة بين البلدين.
والأسبوع الماضي، أجَّلت واشنطن زيادةً في الرسوم على واردات صينية، حتى منتصف مطلع أكتوبر، بعد أن تراجعت الصين عن فرض رسوم على واردات لحم الخنزير وفول الصويا الأمريكية، وأعفت بعض المنتجات الكيميائية من رسوم إضافية، ووصف كل من الجانبين هذه التحركات بأنها «بادرة حسن نية».
وأظهرت بيانات اقتصادية صادرة عن بكين، أمس الاثنين، تباطؤ النمو في مختلف القطاعات؛ حيث يتباطأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحت ضغط الحرب التجارية.
وكان المدير التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية توماس دونوهو، قد أكد أن من المتوقع أن يستأنف كبار المفاوضين التجاريين الأمريكيين والصينيين المفاوضات الأسبوع المقبل؛ حيث لا يزال أمامهم الكثير من العمل من أجل التوصل إلى اتفاق شامل.
وأوضح دونوهو أن مسؤولين أقل مستوى من الدولتين سيجتمعون يوم الجمعة، وتحدث إلى الصحفيين في واشنطن، بعدما خاطب الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر المديرين التنفيذيين الحكوميين والمحليين بالغرفة أمس الاثنين.
وأفادت وكالة أنباء «بلومبرج» بأنَّ مسؤولين بالإدارة ناقشوا التقدم بعرضٍ إلى الصين بشأن إبرام اتفاق تجاري محدود يؤخر أو يلغي بعض الرسوم الجمركية الأمريكية مقابل التزامات من جانب الصين بشأن الملكية الفكرية والمشتريات الزراعية.
وكان لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين قد اجتمعا آخر مرة مع نظيرهما الصيني نائب رئيس الوزراء لوي هي في شنجهاي في أواخر يوليو الماضي، ومنذ ذلك الحين أضافت الولايات المتحدة تعريفات جمركية على سلع صينية بقيمة 110 مليارات دولار؛ ما دفع الصين إلى الرد بفرض تعريفات على سلع أمريكية جديدة.
وأضاف دونوهو أن شركات أشباه الموصلات الأمريكية تحث الرئيس دونالد ترامب على الضغط على هواوي للحصول على التراخيص اللازمة.
من جانبها، حثَّت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، الولايات المتحدة -أمس الاثنين- على تجنُّب تصعيد النزاع التجاري بين الجانبين في قضية تقديم كل من الطرفين دعمًا حكوميًّا بأسلوب غير مشروع لصناعة الطائرات لديه.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن مالمستروم قولها: «نرى أن لدينا رسومًا جمركيةً كافيةً في العالم حاليًّا؛ لذلك فإن تبادل فرض الرسوم -وهو ما تسمح به لنا منظمة التجارة العالمية- لن يكون حلًّا جيدًا».
وأضافت مالمستروم، في تصريحات للصحفيين ببروكسل: «لقد قدمنا مقترحًا مفصَّلًا، لكن للأسف لم تُبْدِ الولايات المتحدة استعدادها للتفاوض».
وأشارت إلى أن منظمة التجارة العالمية سوف تسمح للولايات المتحدة رسميًّا بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية اعتبارًا من 30 سبتمبر الجاري بسبب نزاع يتعلق بتقديم دعم حكومي بأسلوب غير مشروع إلى شركتي إيرباص الأوروبية وبوينج الأمريكية لصناعة الطائرات.
وأضافت المفوضة الأوروبية: «كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ارتكبا خطأً من خلال تقديم دعم بأسلوب غير قانوني لشركات صناعة الطائرات لديهما، وسوف يكون من الأفضل لو قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتسوية هذا النزاع الذي استمر على مدار 15 عامًا عبر الأطلسي، بدلًا من اللجوء إلى الرسوم الجمركية المتبادلة».
وتابعت: «إذا لم تُجرَ مفاوضات، فسوف نشعر -بالطبع- بأننا مضطرون إلى فرض رسوم جمركية خاصة بنا على السلع الأمريكية».
بدوره، أكد رئيس وزراء الصين لي كيشيانج، في تصريحات لوسائل الإعلام الروسية، قبل زيارته إلى موسكو التي بدأت أمس الاثنين؛ أن من الصعب المحافظة على معدل نمو الاقتصاد الصيني فوق 6% سنويًّا، في ظل حالة الغموض التي تحيط بالأوضاع الدولية.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن رئيس الوزراء القول إن اقتصاد الصين يواصل تطوره السلس والمستدام رغم الغموض العالمي.
في الوقت نفسه، حذر «لي» من تباطؤ جديد لثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي ينمو حاليًّا بأقل معدل له منذ عقود في ظل ضغوط الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
يُذكر أن اقتصاد الصين سجَّل خلال النصف الأول من العام الحالي نموًّا بمعدل 6,3% من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما جاء داخل النطاق الذي تستهدفه الحكومة الصينية، لكنه أقل معدل نمو لاقتصاد الصين منذ نحو 30 عامًا.
ويتوقع الخبراء استمرار تراجع معدل النمو خلال النصف الثاني من العام الحالي بعد قرار الولايات المتحدة فرض رسوم عقابية على كل المنتجات الصينية تقريبًا.
يأتي ذلك في حين أن من المنتظر اجتماع مفاوضين من الصين والولايات المتحدة في واشنطن في أكتوبر المقبل للتفاوض بشأن إنهاء الحرب التجارية بين البلدين.
وكانت الصين والولايات المتحدة قد تبادلتا إلغاء بعض الرسوم أو تأجيل تطبيق رسوم جديدة على بعض السلع خلال الأسبوع الماضي، في محاولة لتهدئة التوترات التجارية قبل المحادثات المنتظرة.
يُذكر أن «لي» سيزور روسيا لمدة ثلاثة أيام؛ حيث من المتوقع أن تتركز محادثاته على التعاون بين البلدين اقتصاديًّا وأمنيًّا.