أسعار النفط تسجل أعلى معدلاتها
قبل بدء روسيا عملياتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية، بدا أن الأزمة الدائرة بين الدولتين ستلقي بظلالها على أسعار النفط العالمية. فمنذ تبادل التصريحات الحادة بين المسؤولين، والتلويح باستخدام القوة، شرعت أسعار البترول في الارتفاع تدريجيًا، حتى وصلت اليوم إلى معدل هو الأعلى لأول مرة خلال 13 عامًا.
وقفزت أسعار النفط في آسيا عند الافتتاح بنحو 18%، فيما قلص خام البرنت حوالي نصف تلك المكاسب بسرعة، ليتداول بالقرب من 130 دولارًا للبرميل.
وفي نهاية الشهر الماضي، وتزامنًا مع اشتداد لهجة التصريحات المتبادلة بين مسؤولي روسيا وأوكرانيا قبل بدء الحرب، زادت العقود الآجلة لخام القياسي العالمي برنت 1.34 دولار أو 1.4%، إلى 94.88 دولار للبرميل، بعد أن سجلت 95.00 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة.
كما ارتفعت حينها العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.68 دولار أو 1.8%، إلى 92.75 دولار للبرميل بعد أن سجلت 92.93 دولار للبرميل.
وفي اليوم التالي، أكملت الأسعار ارتفاعها، فانتهت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي جلسة التداول عند 95.39 دولار للبرميل، مرتفعة 1.85 دولار، أو 1.98%، وواصلت الصعود في التعاملات اللاحقة على التسوية لتصل إلى 96.28 دولار. كما قفزت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط إلى 93.83 دولار.
وقبل يوم من بدء الحرب، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، حيث بلغ خام برنت 25 سنتًا أو 0.26% إلى 97.09 دولار للبرميل، بعد أن صعد إلى 99.50 دولار.
ومع بداية الحرب، أخذ الأمر منحى تصاعديًا بوتيرة أسرع، وهو ما حفزه العقوبات الاقتصادية التي وقعتها الدول الغربية على روسيا، وهو ما أفضى إلى بلوغ عقود خام برنت مبلغ 103.06 دولار للبرميل، وهذا بعد أن وصل سعره إلى 105.79، تزامنًا مع الشروع في العمليات العسكرية.
وبعد انخفاضها تدريجيًا بداية مارس الجاري، عاودت أسعار النفط ارتفاعها بنسبة 8%، إلى حد جعل برميل خام البرنت يقترب من حاجز 105 دولارات مجددًا.
وفي نفس الفترة، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت ليصل إلى 110.09 دولار، بينما زاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ليبلغ 108.64 دولار للبرميل.
وبحلول الثالث من الشهر الجاري ازداد ارتفاع الأسعار، فاقترب ثمن برميل خام برنت من حاجز الـ 120 دولارًا، قبل أن ينخفض في نهاية المعاملات إلى 111 دولارًا.
ومع هذه التطورات، توقع المحلل الاقتصادي مازن إرشيد، أن يبلغ سعر النفط 180 دولارًا للبرميل الواحد، حال طال أمد الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وذكر «إرشيد»، خلال مداخلة عبر «العربية» قبل يومين: «قد نرى أسعارًا لم نرها من قبل. قد تكون أرقامًا فلكية تصل إلى 180دولارًا، وهو ما قد تكون له تداعيات سلبية جدًا فيما يتعلق بالتضخم، لكن سيكون إيجابيًا على الدول المصدرة للنفط».