الانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي، كان أشبه بانفجار قنبلة نووية؛ حيث سُمعت أصداؤه في كل أنحاء العاصمة اللبنانية بيروت.
وتسبب الانفجار في أضرار هائلة وأوقع أعدادًا كبيرة من الضحايا، فضلًا عن البيوت والمباني المتضررة والمدمّرة، إضافة إلى المؤسسات والمحالّ التجارية في مناطق يبعد بعضها عشرات الكيلومترات عن مركز الانفجار.
وأدى الانفجار في محصلة شبه نهائية إلى سقوط ١٥٨ قتيلًا وأكثر من ٦٠٠٠ جريح، ٢٠% منهم أُدخلوا إلى المستشفيات و١٢٠ في حالة حرجة، إضافة إلى تسجيل ٢٤ مفقودًا.
كما تسبب الانفجار في تشريد أكثر من 300 ألف شخص في المناطق المحيطة بالمرفأ، وفي قلب العاصمة؛ بعد انهيار منازلهم أو تصدّعها أو تطاير واجهاتها الزجاجية والحديدية التي ملأت الطرقات.
ويعدّ مرفأ بيروت أكبر نقطة شحن وتخليص بحرية في لبنان؛ حيث تمر من خلاله قرابة ٧٠% من حركة التجارة الصادرة والواردة من لبنان وإليه.
وتسبب الانفجار في تدمير عدد من السفن بشكل كامل، كما أصيب عدد من السفن بأضرار كبيرة، إضافة إلى تضرر العشرات من
الحاويات التي كانت موجودة على أرض المرفأ، كما أدى التدمير إلى توقف حركة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى توقف حركة السفن، وخسارة كبيرة للقطاع الجمركي بسبب انعدام الرسوم الجمركية.
وتعدّ المناطق الأكثر تضررًا، تلك المحيطة بمرفأ بيروت والقريبة منه وهي: «الجميزة، والصيفي، والأشرفية، وفرن الشباك، والكرنتينا، والرميل، ومار مخايل، والحكمة»، إضافة إلى مساحة واسعة من بيروت كرأس بيروت، والحمرا، وزقاق البلاط، والخندق الغميق، وبرج المر.
وقُدّرت قيمة الأضرار والخسائر جراء الانفجار الهائل ما بين 3 إلى 5 مليارات دولار، إضافة إلى تضرر عشرات المؤسسات الاقتصادية والمحالّ التجارية والأبنية السكنية في وسط بيروت والمناطق المحيطة بالمرفأ، فضلاً عن تشريد آلاف الأشخاص من منازلهم التي أصبحت غير صالحة للسكن.
وأصيب عدد من المستشفيات في بيروت جرّاء الانفجار، منها 4 مستشفيات تضررت بشكل كبير، وكان مستشفى «الروم» الأكثر تضررًا وهو يقع في منطقة الأشرفية شرق بيروت؛ حيث أصبح خارج الخدمة بعد احتراق أغلب المعدّات الطبيّة فيه، كما أصيب مستشفى الجامعة الأمريكية بأضرار كبيرة، ولم يعد باستطاعته استقبال المزيد من الجرحى.
وشهد لبنان تدفقًا كبيرًا للمساعدات الإنسانية والإغاثية لإعانته على تخطي تداعيات الانفجار الكبير على الصعيدين الصحي والاقتصادي، وكان أبرزها الجسر الجوي السعودي، الذي يستمر لمدة أربعة أيام، ويحمل مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة الشعب اللبناني، إنقاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، وتقديم العون والمساعدة الطبية والإنسانية العاجلة لمتضرري الانفجار.
وتركت الأضرار الجسيمة الناجمة عن الحادث تداعيات هائلة شملت النواحي الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية، وهي أضرار لا يمكن تجاوز آثارها المدمرة إلا من خلال تأمين مساعدات خارجية يتمكّن بعدها الشعب اللبناني من تخطي تداعيات هذا الانفجار.
اقرأ أيضًا: