حصد الفيلمان السعوديان «شمس المعارف، أربعون عامًا وليلة» بالمناصفة، جائزتي إنتاج بمقدر مليون دولار، من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، المُقام في جدة.
وتقدم لصندوق «تمهيد» 24 مشروعًا لأفلام روائية طويلة، 22 منها لمخرجين ذكور، وفيلمان لمخرجتين، وفق «العربية».
وتنوعت البيئات الجغرافية والاجتماعية للمشروعات بين المدن الكبرى، والبوادي والقرى، وتراوحت مدارسها وأنواعها الفنية بين الواقعية، والواقعية الجديدة، والدراما النفسية، وأفلام الخيال العلمي والفانتازيا، فيما قدم مشروع واحد لفيلم أنيميشن.
وتناولت المشروعات مواضيع متنوعة حول الإرث الثقافي والحضاري للمملكة، والعلاقات العائلية المعقدة، والشغف بالفن، وتحقيق الذات، فيما ركّزت عدة أفلام منها على توثيق التحولات والتغيرات الجديدة في المجتمع السعودي المعاصر.
وحاز الفيلمان «شمس المعارف، أربعون عامًا وليلة» جائزتي الإنتاج من صندوق تمهيد، وقيمة كل منهما نصف مليون دولار أمريكي.
وفيلم «شمس المعارف» مشروع للأخوين صهيب وفارس قُدس، ويحكي قصة حسام، المراهق الذي يوشك على التخرج في الثانوية؛ لكنه يقع في إغراء موجة صناعة محتوى اليوتيوب السعودي إبّان ذروتها عام 2010، فيقرر إخراج فيلم روائي طويل دون ميزانية مخاطرًا بمستقبله الدراسي بكامله.
وبرز الأخوان صهيب وفارس في مشروعات تلفاز 11، ولاسيما في مكتب جدة، حيث شق كل منهما خطًا سينمائيًا خاصًا به، فعُرف فارس في الإخراج والمونتاج، بينما برع صهيب في الإنتاج والتمثيل.
وأنتجا معًا فيلمًا سينمائيًا قصيرًا هو «ومن كآبة المنظر» عام 2016، وعرفا مؤخرًا بمسلسل «كوكب آخر» الذي عرض على حلقات في موسم رمضان الماضي على التلفزيون السعودي.
وفيما يتعلق بمخرج «أربعون عامًا وليلة» محمد الهليّل، فهو مولود بالأحساء عام 1997، وله عدة أفلام قصيرة، منها «ماطور، 300 كم»، وتتسم أعماله بالطرح الدرامي العميق، وحس السخرية الداكن، وتحقق حضورًا لافتًا في المهرجانات العربية والإقليمية.
ويعتبر رفيقه عبدالرحمن خوج، مخرجًا ومنتجًا سينمائيًا من رواد الحركة المستقلة، ومؤسس شركة Cinepoetics للإنتاج السينمائي في جدة، وأخرج وأنتج فيلمين طويلين، هما: «عروس الشعر عام 2017، الخصائص الفيزيائية للقهوة عام 2019»، وشارك في إنتاج عدة أفلام روائية سعودية طويلة وقصيرة. كما حاضَر في كتابة السيناريو في جامعة عفت.
و«صندوق تمهيد» مسابقة تطلقها مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي؛ لتهيئة أفلام سعودية روائية طويلة، على أن يتاح لها الوجود في المهرجان الدّولي المزمع إقامته في مارس 2020.
وتنص شروط المسابقة على أن يكون السيناريو جاهزًا وقابلًا للإنتاج، وأن يكون السيناريو متعلقًا بالسعودية، ومحوره قصة محلية أصيلة مكتوبة بطريقة مبتكرة، وأن يكون مكتوبًا لفيلم روائي طويل تتعدى مدته الستين دقيقة، كما يرتبط السيناريو بمخرج، في حال كان الكاتب ليس هو المخرج.
وتتضمن الشروط أيضًا، انتماء كاتب السيناريو والمخرج للجنسية السعودية، وأن يكون للمشروع منتج من السعودية أو من العاملين في الحركة السينمائية السعودية.