يعتبر المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم الذي اشتهر بتقديم أغانٍ تواكب الأحداث السياسية والاجتماعية بلحن موسيقي واحد، أحد أهم مطربي الفن الشعبي في مصر لنحو عقدين من الزمن.
وشعبان عبد الرحيم الذي وافته المنية أمس، عن عمر ناهز 62 عامًا بعد تدهور حالته الصحية، نجح في خطف الأضواء إليه، بداية من ملابسه «المميزة» مرورًا بكلمات أغنياته التي تتماشى مع حدث يشغل الرأي العام، وصولًا إلى تصريحاته العفوية التي تميز بها.
وكان النجاح الأكبر لشعبان عبد الرحيم، الذي اشتهر بـ«شعبولا» حفاظه على موقعه في الغناء الشعبي، رغم المنافسة الكبيرة في هذا المجال خلال السنوات الماضية، فكلما خبا نجمه قليلًا عاد ليكون أكثر بريقًا بأغنية تواكب الأحداث كعادته.
وكان عبد الرحيم، والشاعر إسلام خليل جاهزين دومًا للتفاعل مع كل حدث يشغل الرأي العام بمصر والوطن العربي، كذلك بداية من القضية الفلسطينية وليس نهاية بأغنياته ضد الإرهاب في مصر، ومحاولات تنظيم الإخوان الإرهابي نشر الفوضى في البلاد.
كانت انطلاقة شعبان عبد الرحيم الفنية - المولود في 15 مارس 1957 - مع واحدة من أشهر أغانيه «أنا بكره إسرائيل» التي استوحاها شعبان من أحداث الانتفاضة الفلسطينية، وأثارت ردود فعل مدوية محليًّا وعربيًّا.
واتهمت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عبد الرحيم، بالتحريض على مناهضة التطبيع مع إسرائيل، في حين اعتبرها كثيرون على الجانب الآخر، تعبيرًا عن نبض الشارع المصري والعربي. بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وعمل شعبان عبد الرحيم في بداياته في «كي الملابس» والغناء لأهله وأصدقائه في الأفراح والأعياد والمناسبات، قبل أن يسمعه صاحب أحد محال بيع الكاسيت، وينتج له شريطًا مقابل مائة جنيه، إلى أن اشتهر شريطه: «أحمد حلمي اتجوز عايدة.. كتب الكتاب الشيخ رمضان» وهي أسماء لمواقف للحافلات في القاهرة.
وذاع صيته بشريط «هبطل السجاير»، ولكن الاهتمام الإعلامي الحقيقي به بدأ مع أغنية «أنا بكره إسرائيل»؛ حيث تغنى كثيرون بالقدس، ولكن لم يجرؤ مطرب من التعرض لـ«إسرائيل» بهذه «المباشرة».
وواصل شعبان نشاطه الغنائي في دعم الإرادة الشعبية التي لفظت الإخوان، ولم يتردد في مهاجمة الجماعة الإرهابية، وكان ذلك الأمر واضحًا من خلال الأغنية التي طرحها في مايو العام الماضي 2018، التي كتبها إسلام خليل، وهاجم من خلالها القنوات الإخوانية التي تبث من خارج الوطن.
ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها الراحل شعبان عبد الرحيم: «أمان يا صاحبي، وحسن دليفري، وطرب شعبي، وأشرف حرامي، وطاطا نام ..طاطا قام، وفلاح في الكونجرس، ورشة جريئة، وتوتي فروتي، ومواطن ومخبر وحرامي».
أما أشهر المسلسلات التي شارك فيها هي: «صايعين ضايعين، بيت العيلة، صبيان وبنات، راسين في الحلال، شريف ونص، تامر وشوقية، اللي اختشوا ماتو، طاش ما طاش، قط وفار فايف ستار، وأحلام مؤجلة».
وكان آخر ظهور فني لشعبان عبد الرحيم منذ أيام عندما شارك في حفلات موسم الرياض، وظهر خلال فقرات الحفل على كرسي متحرك، نتيجة تعرض لكسر في القدم.
وشُيِّعت جنازة الفنان المصري شعبان عبدالرحيم من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة، عصر أمس الثلاثاء، بحضور أفراد عائلته وعدد من نجوم التمثيل والغناء.
وكان على رأس المشيعين نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، وعبدالباسط حمودة، ومحمود الليثي، ومحمد الشقنقيري، ومنير مكرم وغيرهم، ومن المقرر أن يُدفن عبد الرحيم في مقبرة عائلته في القليوبية.
ولَفَظَ الفنانُ المصري أنفاسَه الأخيرة صباح أمس، في مستشفى المعادي العسكري؛ حيث تدهورت صحته فجأة، وتم إدخاله غرفة الإنعاش لإسعافه إلا أن حالته تدهورت سريعًا وتوقفت عضلة القلب، وتُوفِّي.
وولد شعبان عبد الرحيم في حي الشرابية في القاهرة في العام 1957 باسم «قاسم»، واختارت أسرته له اسم شعبان لكونه وُلِدَ في شهر شعبان، وكان يعمل بِكَيِّ الملابس ويغني في الأفراح الشعبية بالمنطقة.