في مستهل العام الجديد 2022، قيَّمت دوائر المتابعة الخارجية التحولات المفصلية التي طرأت على المملكة، وانطلقت بها إلى آفاق أوسع على كافة الأصعدة، لاسيما ما وصفته بـ«صناعات الترفيه».
وتتوقع دوائر المتابعة ذاتها، حسب تقرير نشره موقع «المونيتور»، قفزات هائلة للمملكة خلال العام الجديد، ولعلها بدأت بإصدار الهيئة العامة للترفيه 2189 ترخيصًا، و1809 تصاريح، يسمح لأكثر من 2.500 شركة بإطلاق مشاريع ترفيهية محلية.
تغيير النمط التقليدي في المملكة
ويشير تقرير الموقع الأمريكي إلى تحقيق قطاع الترفيه أرباح، تربو على مليار دولار خلال الآونة الأخيرة، فضلًا عن جذب أكثر من 75 مليون زائر للمملكة. وأوضح معدو التقرير أن النمط التقليدي للمملكة بدأ في التغير مع إنشاء الهيئة العامة للترفيه في العام 2016، واعتبارها جزءًا لا ينفصل عن أجندة الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي واسعة النطاق في المملكة، والمعروفة بـ«رؤية 2030».
وبعد مرور خمس سنوات على تأسيس الهيئة العامة الترفيه، أصبح التعطش للترفيه في المملكة واضحًا للعيان، حسب تعبير الموقع الأمريكي؛ ففي غضون شهرين فقط، شارك ما يربو على 8 ملايين شخص في موسم الرياض 2021، وهو حدث يعكس مدى الروعة والتقدم الثقافي السعودي، الذي لم يسمع به أحد قبل نصف عقد فقط.
وتأسست الهيئة العامة للترفيه (GEA) للمساعدة في دفع «رؤية المملكة 2030» إلى الأمام، وتهدف الرؤية إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، ما يسمح للمملكة بالتحول إلى رائدًا عالميًا عملاقًا في مجالات الإبداع، والترفيه، والسياحة، والتكنولوجيا المتقدمة.
الآن، وفقًا لـ«المونيتور»، يمكن للمواطنين السعوديين والزوار من مختلف أرجاء العالم، وبغض النظر عن مستوى دخلهم، الاستمتاع بمجموعة كاملة من خيارات الترفيه التي حرموا منها سابقًا في المملكة، وتحسين مستوى حياتهم، وجاذبية المملكة كوجهة للعمل والاستثمار.
عودة التقويم الثقافي بقفزات هائلة
ورغم أن ثورة الترفيه في المملكة عانت من انتكاسات في العام 2020 خلال ذروة جائحة كورونا COVID-19، نظرًا لتعليق الفعاليات، وإغلاق منشآت الترفيه، ومنع السفر الدولي لعدة أشهر، عاد التقويم الثقافي بقفزات هائلة في العام 2021، ولا يزال هناك الكثير في المستقبل.
حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، تمتعت المدن السعودية بحركة فنية مزدهرة، قدمت للجمهور مجموعة متنوعة من خيارات الترفيه. ومع ذلك، انتهت تلك الصيحة أوائل التسعينيات.
من وقت لآخر، كان يقام مهرجانين موسيقيين سنويًا، أحدهما على مسرح المفتاحة في أبها، والآخر في حفلات جدة الصيفية - حتى توقفت هذه الفعاليات أيضًا. وأقيم آخر حفل موسيقي في الرياض العام 1992 خلال مهرجان الجنادرية.
قرارات الإصلاح تكسر الصمت
إلا أن قرارات الإصلاح التي تبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كسرت الصمت في مارس العام 2017، وذلك عبر أول حفل موسيقي عام في المملكة، منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. ورغم اقتصار الحضور حينئذ على الرجال فقط، إلا أن بيع تذاكر الحفل، الذي أحياه الفنانان السعوديان محمد عبده وراشد الماجد، نفدت على الفور.
ويقول تقرير الموقع الأمريكي إنه «من أجل الحفاظ على الثقافة السعودية الغنية والفريدة، ومن أجل تعزيز سوق السياحة المحلي والدولي أيضًا، أطلقت الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني مبادرة المواسم السعودية في العام 2019 والتي نالت استحسانًا كبيرًا لدى مختلف دول العالم».
وأقيمت المهرجانات في الرياض، وجدة، والمنطقة الشرقية، والطائف، والعلا، والدرعية، وأماكن أخرى، للاحتفال بالحرف والتقاليد المحلية المتنوعة في المملكة، مع خلق فرص عمل للشباب السعودي.
وخلص التقرير إلى أن السياحة هي أحد المجالات التي تحرص المملكة على الترويج لها بشكل خاص، لاسيما مع إطلاق التأشيرة الإلكترونية السعودية في العام 2019.
وتتوقع المملكة استضافة 100 مليون سائح بحلول العام 2030، يجتذبهم مزيج من المنتجعات الفاخرة الجديدة على ساحلها، والنزهات التعليمية بين أطلالها القديمة المذهلة، وأنشطة المغامرات في صحاريها الشاسعة، وجبالها الخضراء، حسب تقرير الموقع الأمريكي.
اقرأ أيضًا: