في حب جدة تعددت الأسماء والقلب واحد، عروس البحر الأحمر، وبوابة مكة المكرمة وغيرها من الألقاب، هي وصف لما تحمله المحافظة من منزلة متميزة في قلب كل مصطاف من داخل المملكة وخارجها، ويحتفظ بذكرى فيها من قلب المدينة النابض بالحياة.
وتُعد مدينة جدة الخيار السياحي المفضل للكثيرين ممن يحبون الجمع بين التاريخ والثقافة والاستجمام، حيث الفنادق والمنتجعات ذات الخيارات المتعددة، والسواحل ذات الرمال الصافية، إضافة إلى المولات والمحال التجارية التي تنتشر في أنحاء المدينة، التي أهّلتها لأن تنضم لـ11 وجهة سياحية مميزة أعلنت عنها الهيئة السعودية للسياحة عبر منصة روح السعودية، وخصصت لها البرامج السياحية التي تلبي رغبات الزائر والمستكشف، ضمن برنامج صيف السعودية 2021م الذي انطلق تحت شعار (صيفنا على جوك) خلال المدة من 24 يونيو حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل.
وإذا ما تناولنا جدة، لا تكتمل التجربة السياحية دون زيارة المنطقة التاريخية (منطقة البلد)، وسميت بالتاريخية لامتداد جذور هذه المنطقة إلى ما قبل الإسلام، وأصبحت منطقة مركزية تجارية لقربها من الميناء الذي سُمي فيما بعد بميناء جدة الإسلامي، فجمع هذا الميناء التجارة واستقبال حجاج بيت الله الحرام.
وتقف البيوت القديمة في المنطقة المجاورة للميناء شاهدًا تاريخيًّا يدعو إلى التأمل في فنون العمارة التي امتازت بها هذه البيوت، إذ بُنيت من مواد خاصة كانت تُستخدم قديماً، تتميز بامتصاصها للحرارة والرطوبة وتُبقي البيوت باردة من الداخل، إضافة إلى الرواشين والأخشاب التي تُزين جدران هذه البيوت.
ومن عمق التاريخ إلى زرقة البحر؛ حيث يستمتع الزائر بالواجهة البحرية التي تمتد من شمال جدة إلى جنوبها، ويستطيع السائح ممارسة رياضته المحببة سواءً داخل البحر أم على الشاطئ.
أما الصيد، فعند محبيه طقوس خاصة يمارسونها عند السقالات المنصوبة داخل البحر، ويستطيع الزائر مصاحبة الصيادين للدخول إلى عرض البحر والاستمتاع بالصيد وشواء السمك الطازج على متن قارب الصيد.
وللغوص في أعماق البحر الأحمر طابع جمالي خاص تمتاز به عروس البحر الأحمر؛ حيث الأسماك النادرة والشعب المرجانية الساحرة، وعلى الشاطئ تعلوا في الأفق مياه نافورة الملك فهد التي تعد أطول نافرة في العالم، تمتد إلى مسافة 300 متر فوق سطح البحر وتزينها الإضاءة في فترة المساء.
فيما سيكون هواة التصوير على موعد مع المتحف المفتوح الذي يضم مجسمات صممها فنانون ونحاتون عالميون في سبعينيات القرن الماضي.
وإلى منطقة بحرة في محافظة جدة، حيث يستطيع الزائر الاستمتاع بركوب الخيل والتنزه على ظهره في رحلة برية جميلة تمتزج بها ألوان الصحراء مع الجبال، وينعم الزائر بالجلوس على مركاز يقدم به التمر والقهوة على الطريقة العربية الأصيلة، كما تزدان جلسات السمر بأنغام الموسيقى، وتحلو الجلسة أيضًا بتقديم وجبات الطعام المتنوعة للمشويات والأكلات التراثية التي يحرص السائح عادة على تجربتها والاستمتاع بها.