مدارات عالمية

«نصر الله» وإسرائيل.. استهدافات متبادلة تنتهي باغتيال أكبر رأس في حزب الله

فريق التحرير

أثار اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله»، ارتباكا في صفوف الحزب وإيران التي طالما قدمت له الدعم في مواجهة إسرائيل، دون أن تتورط بشكل مباشر في حرب معها.

وتأجل تأكيد خبر مقتل نصر الله لساعات بعد الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، إلى أن أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال نصر الله، بينما أتبع الحزب الإعلان الإسرائيلي ببيان نعى فيه الأمين العام للحزب، بعد أن تأكد فقدان الاتصال بينه وبين قواعد الحزب وعدد من القيادات كانوا في ذات الموقع الذي تمت فيه عملية استهداف نصر الله.

وأفادت تقارير لاحقة بقتل العميد عباس نيلفروشان قائد فيلق القدس في لبنان، حيث كان في ذات الموقع الذي تواجد فيه نصر الله، بينما علق الجيش الإسرائيلي بأن الأمين العام لحزب الله كان بمقر للحزب «تحت الأرض» أثناء شن الغارات.

كان حسن نصر الأمين العام الثالث والحالي لحزب الله منذ 16 فبراير 1992، حيث تولى ذلك الموقع خلقا لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل أيضا في ذات اليوم، وارتبط اسم نصر الله، بالعديد من الخطابات الحماسية وعمليات شنها الحزب ضد إسرائيل بين عامي 1995 ، و2000 مما أدى إلى انسحابها الكامل من الجنوب؛ دون اتفاقيات، وسياسيا برز الحزب خلال الانتخابات النيابية اللبنانية عام 1992 حيث دخل مجلس النواب ونال 12 مقعدا.

في 2006، وقّع حزب الله مذكرة تفاهم مع ميشال عون والتيار الوطني الحر، لينشئ تحالفًا مستمرًا حتى الآن خلال نفس السنة، فيما شنّت إسرائيل هجومًا عسكريًا على الحزب بعد قيامه بأسر جنديين إسرائيليين ضمن عملية أسماها "الوعد الصادق"، وهي العملية التي قوبلت بتحفظ من البعض الذين رأوا أنها انطلقت في توقيت غير متكافئ القوة بين إسرائيل والحزب.

استمرت العمليات القتالية أكثر من شهر وعرفت بحرب تموّز، وانتهت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. اعتبارًا من عام 2012، بات حزب الله طرفًا أساسيًا في الحرب الأهلية السورية كأحد حلفاء الحكومة السورية.

منذ اندلاع أزمة غزة في 7 أكتوبر عام 2023م كثفت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة وظهرت أصوات تطالب حزب الله بسرعة التدخل، وبعد فترة من تكثيف الضربات الإسرائيلية على غزة وخطابات حماسية لحسن نصر الله، أصبح الحزب طرفا في الحرب وبدأ شن رشقات صاروخية على إسرائيل التي توعدت بالرد، فيما تزايد التصعيد بين الجانبين على إثر اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية في لبنان.

ضربات متبادلة بين الحزب وإسرائيل ربما تؤثر على البنية التحتية لحزب الله المدعوم إيرانيا، والذي سيكون عليه تعويض خسارته سريعا أمام الغارات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان والتي راح ضحيتها مئات المدنيين، فيما لا زالت إيران تواصل بيانات الإدانه عقب مقتل نصر الله، ستكون طهران أمام اختبار قاس حيال المجموعات المدعومة منها حال عدم الرد العملي على مقتل نصر الله.

مرر للأسفل للمزيد