سادت حالة من الغضب الشعبي في العراق بعد حريق مستشفى الحسين لعلاج مرضى كورونا في الناصرية بمحافظة ذي قار والذي راح ضحيته أكثر من 90 قتيلاً و50 مصابًا.
ومن بين أكثر القصص المؤلمة خلال كارثة احتراق مستشفى الحسين جنوبي البلاد، قصة فقد عائلة راشد السعيدي 7 من أبنائها خلال هذه الفاجعة، وهي من قضاء الدواية بمحافظة ذي قار.
وبحسب «سكاي نيوز» قال الشاب سليم السعيدي أحد أقارب هذه العائلة المنكوبة: "فقدنا 7 أفراد من عائلتنا بسبب الفساد والإهمال وانعدام الضمير، وغياب المحاسبة لدى السلطات العراقية".
وتابع مستنكرًا: «أي تعويض يضاهي الأرواح البريئة التي راحت؟، فنحن حالنا حال عموم الشعب العراقي المسحوق والمهمش، وهذه كارثة من آلاف المصائب والكوارث التي تحيق بالعراقيين كل يوم، حيث تتذكرون ولا شك فاجعة مستشفى ابن الخطيب قبل فترة وجيزة، والتي كانت مشابهة تماما في تفاصيلها لكارثة مستشفى الحسين في الناصرية».
وأضاف السعيدي: «كان اثنان من الضحايا مرضى في قسم العزل جراء إصابتهم كورونا، والخمسة الباقون كانوا في زيارة لهم أثناء وقوع الفاجعة، فالمرضى وذووهم عندما يدخلون المستشفيات في العراق فكأنهم ذاهبون ودون مبالغة للموت بأقدامهم، كونها تحولت لأشبه بقنابل موقوتة ولأمكنة سائبة ومفتقرة لأبسط مقومات المستشفيات الصالحة لمداواة المرضى واستقبالهم».
واستطرد: «لقد تعبنا وتعب البلد من كل هذا الإجرام والافساد، فلو كان هناك حد أدنى من المسؤولية والمهنية واهتمام بالقطاع الصحي، ولدينا مستشفيات ذات مستوى عال، لما راح أعزاءنا وأهلنا ضحايا هكذا بكل بساطة، فهذا ليس اهمالا وفقط بل هو قتل للناس واستخفاف بأرواحهم».
وأعلنت دائرة الصحة في محافظة، ذي قار، العراقية، أمس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا حادثة حريق مستشفى الناصرية التعليمي إلى 92 قتيلًا وأكثر من 50 مصابًا.
وبحسب شهود عيان، هناك أكثر من 20 جثة لم يتم التعرف عليها بسبب تفحمها، فيما لايزال الأهالي يبحثون عن أبنائهم الذين فُقِدوا جراء الحريق الضخم الليلة الماضية.
وذكرت مصادر أمنية أن السلطات القضائية بمحافظة ذي قار (375 كم جنوبي بغداد)، أصدرت أوامر قبض بحق 11 مسؤولًا في دائرة صحة المحافظة على خلفية الحادثة.
من جانبه شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على أن الحكومة لن تتسامح مع الفاسدين أو المتلاعبين بأرواح المواطنين أيًا كانت صفاتهم أو انتماءاتهم.
وأشار الكاظمي خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة العراقية، إلى إن حادثة مستشفى الناصرية تؤشر لخلل بنيوي في الهيكلية الإدارية للدولة العراقية، موضحًا أن تشخيص الأخطاء لا يتم توظيفه ولا متابعته، ويذهب المواطنون ضحايا.
اقرأ أيضًا: