غادر رئيس الوزراء الباكستاني السابق، نواز شريف، إلى لندن، على متن مروحية إسعاف اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أيام من موافقة المحكمة على سفره لتلقي العلاج بسبب تدهور صحته، وكان شريف، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لثلاث فترات، يقضي عقوبة السجن لمدة سبعة أعوام لاتهامه بالفساد على خلفية ما يطلق عليه «وثائق بنما»، التي تم تسريبها عام 2017، ولكن جرى السماح له بالمغادرة لأسباب طبية.
وقال النائب المقرب من شريف، برفيز راشد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، من مطار بمدينة لاهور بشرق البلاد: «نواز شريف غادر البلاد لتلقي العلاج على متن مروحية إسعاف»، وصاحب «شريف»، في سفره شقيقه الأصغر وطبيب شخصي، فيما ودعه قادة وأعضاء حزبه، ويعاني «شريف» -69 عامًا- من عدة أمراض منها السكري وأمراض متعلقة بالقلب وانخفاض الصفائح الدموية في الدم.
وأرجأ «شريف»، في وقت سابق، رحيله إلى لندن لتلقي العلاج بعدما وضعت الحكومة شرطًا للسماح بسفره إلى الخارج، وكان من المتوقع أن يسافر شريف في طائرة إسعاف إلى مستشفى في لندن بعدما قررت الحكومة حذف اسمه من قائمة الممنوعين من السفر، إلا أن وزير القانون، فروج نسيم، قال إنه «يجب أن تدفع عائلة شريف صك ضمان بقيمة سبعة مليارات روبية باكستانية - 44.8 مليون دولار- لكي يُسمح له بمغادرة باكستان.
وقال نسيم في إسلام أباد: «لا يمكن أن نسمح له بالخروج من البلاد.. الصك سيضمن عودته»، وقد رفض شريف الذي كان يقضي حكمًا بالسجن إثر إدانته بتهم فساد لكن تم الإفراج عنه بكفالة لأسباب مرضية؛ شرط الحكومة للسماح له بالسفر.
وأصدرت محكمة باكستانية قرارًا، في أكتوبر الماضي، بتعليق عقوبة السجن بحق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي يعاني من تدهور حالته الصحية، والذي تم نقله مؤخرًا من السجن إلى المستشفى حيث يصارع الموت، وعلقت المحكمة العليا في إسلام أباد عقوبة السجن سبع سنوات بحق شريف، لمدة ثمانية أسابيع؛ للسماح له بتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
وقال وزير الداخلية السابق، إحسان إقبال، الموالي لشريف، إنه من الممكن مد تعليق عقوبة السجن، إذا لزم الأمر، ورئيس الوزراء عمران خان وحكومته، مسؤولون عن صحة شريف؛ لأنه جرى حرمانه من تلقي العلاج داخل السجن.
وتم الأسبوع الماضي نقل شريف من سجن شديد الحراسة في مدينة لاهور، شرقي البلاد، إلى مستشفى قريب، بعدما تبين معاناته من انخفاض حاد في الصفائح الدموية، يُشار إلى أن شريف له تاريخ مع مرض السكري، كما خضع لعمليات قلب مفتوح في أحد مستشفيات لندن قبل أكثر من عامين.