الحرب الروسية الأوكرانية  
مدارات عالمية

بعد التصعيد الروسي ميدانيًّا.. أوكرانيا تدفع ثمن حصولها على الدعم العسكري غاليًا

فريق التحرير

باتت معادلة القوة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، هي معيار الحسم في المواجهات الميدانية على الأرض.

ومع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من إتمامها عام من المواجهات التي لم تكن أبدًا في صالح أوكرانيا، بدأت كييف تطلب مزيدًا من الدعم العسكري الغربي لحسم المواجهة ميدانيًا بين جيشها والقوات الروسية على الرغم أن المقارنة العسكرية بين الجيشين لن تكون أبدًا في صالح الجانب الأوكراني البعيد عدديًا ولوجستيًا عن مستوى التكافؤ العسكري أمام خصم قادر على فرض إرادته ميدانيًا على الأرض.

تريد أوكرانيا أن تغير مستوى وآلية الدعم العسكري الغربي المقدم لها بالحصول على أسلحة هجومية بدلًا من الأسلحة الدفاعية، وثبت ذلك من خلال طلب كييف بضرورة إمدادها بأنواع متطورة من الدبابات الحديثة، وأبرزها الدبابة ليوبارد الألمانية الصنع والدبابة الأمريكية «أبرامز».

أمام مطالب الدعم العسكري الذي تريده أوكرانيا بدا واضحًا أن «كييف تريد» فرض معادلة جديدة في المواجهات الميدانية خصوصًا مع القدرات النوعية للدبابات التي تريدها من حيث السرعة وضعف الحاجة إلى كثرة عمليات الصيانة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتجاوب مع كييف.

مؤخرًا أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم حزمة مساعدات عسركية جديدة لأوكرانيا، تشمل عشرات الدبابات من طراز إبرامز ومدرعات وزخائر، بل شدد بايدن على أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بتدريب الأوكرانيين على تلك الدبابات التي عدَّها من أفضل الدبابات في العالم.

روسيا كانت قد أبدت تحفظات كثيرة على نية الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بالدبابات، وقال رئيس وفد موسكو في محادثات فيينا، كونستانتين جافريلوف، إن استخدام كييف قذائف اليورانيوم من دبابات ليوبارد - 2 سيُعد استخداما للقنابل النووية.

بالتوازي مع ذلك اعتبر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، ، أن إرسال دبابات «إم وان أبرامز» الأمريكية إلى كييف أمر ستعتبره روسيا نوع من الاستفزاز السافر، وذلك في تحذير روسي جديد إلى الدول الداعمة لأوكرانيا من الإقدام على خطوات جديدة تؤثر على المواجهات الميدانية لصالح أوكرانيا على الأرض.

من جانبه كشر الدب الروسي عن أنيابه ميدانيًا، وأعلنت أوكرانيا أن موسكو تكثف القتال في دونيتسك وتتوفق عدديا وزيد الزخم في المعركة بحشد أعداد كبيرة، وفي تلك الأثناء أصدرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا مفاده، أن الدول الثلاث تنسق لإرسال إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وبعد التطورات الميدانية والدعم العسكري الغربي المقرر زيادته إلى كييف تتجه روسيا إلى مزيد من التصعيد العسكري في حربها على كييف، وأصبحت واشنطن التي تحفظت منذ أسابيع الحرب الأولى على فرض حظر جوي في سماء أوكرانيا خشية اتساع نطاق المواجهة، هي ذاتها التي تدعم أوكرانيا بآليات عسكرية برية تتجه إلى تحويل موقف الجانب الأوكراني من الدفاع إلى الهجوم.

مرر للأسفل للمزيد