قال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى اليونان، من أهم الزيارات التي تمَّت في الفترة السابقة، خاصةً أن منطقة شرق المتوسط، بها حقول غاز، وأصبحت مطمعًا للكثيرين، «فقمنا بترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، وتم التصديق عليها، ووثقت في الأمم المتحدة، وقطعت الطريق أمام الدول (المتحرشة) التي تريد الاستيلاء على الغاز».
وأضاف الخبير الاستراتيجي، خلال برنامج «المصري أفندي» على فضائية «القاهرة والناس»، أن الأطماع والتحديات الإقليمية هي التي تدفع مصر إلى شراء أسلحة ثقيلة وغواصات وطائرات، حتى غدت سادس قوة بحرية في العالم، كما أنها محور إقليمي مهم جدًّا في الغاز.
وأكد فرج أن «ميزة ترسيم الحدود البحرية تتمثل في أنه لن تقوم أي شركة بالمساهمة في استخراج الغاز، إلا مع توفيق الأوضاع، وهو ما فعلته مصر واليونان وقبرص، فلدينا حاليًّا (الأوبك) للغاز الطبيعي».
يأتي هذا فيما توصَّل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، ونظيراه من اليونان وقبرص إلى اتفاق لتكثيف التعاون العسكري بين الدول الثلاث.
وقال الوزراء الثلاثة إن هذا التعاون سيُبقي القوات المسلحة في بلادهم في حالة استعداد أفضل، وسيُساعد على توفير المزيد من فرص العمل، كما سيعزز الأمن في منطقة محفوفة بالتوترات.
وقال جانتس (بحسب وكالة الأنباء الألمانية) إنه تم الاتفاق خلال المحادثات التي جرت بالعاصمة القبرصية نيقوسيا، على تعزيز التعاون الصناعي على نطاق واسع من أجل تعزيز القدرات الدفاعية، وتوفير الآلاف من فرص العمل لاقتصادات الدول الثلاث.
وأقامت الدول الثلاث علاقات وثيقة وسط توتر إقليمي في شرق البحر المتوسط يتعلق بحقوق استغلال احتياطات الغاز في المنطقة، وهم شركاء في مشروع لنقل الغاز عبر خط أنابيب يمر تحت البحر إلى أوروبا.
وقال وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس باناجيوتوبولوس إن القوات المسلحة اليونانية والإسرائيلية والقبرصية، تعمل معًا بشكل أكثر فاعليةً من خلال برامج التدريب المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية والأمن السيبراني.
وقال باناجيوتوبولوس ونظيره القبرصي شارالامبوس بيتريدس، إن الدول الثلاث تتطلع إلى توسيع شراكتها لتشمل دولًا أخرى، مثل الولايات المتحدة التي قال الوزير اليوناني إن وجودها في شرق المتوسط «له أهمية خاصة» لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
يُشار إلى أن اليونان وقبرص في نزاع ضد تركيا التي أرسلت سفنًا للتنقيب عن الغاز الطبيعي إلى مناطق بحرية تدَّعي اليونان أحقيتها فيها، وسفن تنقيب إلى منطقة تدَّعي قبرص حقوقًا حصرية فيها، وكادت التوترات تدفع اليونان وتركيا عضوتي حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى خوض صراع مفتوح في الصيف والخريف، لكنهما تراجعتا منذ ذلك الحين.
ويُشار إلى أن الدول الثلاث، بالإضافة إلى مصر وإيطاليا وفلسطين والأردن، أعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط الذي تأسس في يناير 2019 ومقره العاصمة المصرية القاهرة.
اقرأ أيضًا: