موقف ضبابي اتخذته إيران من العدوان التركي على الأراضي السورية؛ حيث عبرت عن تفهمها للهواجس الأمنية التي تحرك أنقرة، وحملت الولايات المتحدة المسؤولية عما يحدث.
وعلى الرغم من تحالفها الاستراتيجي مع نظام الرئيس بشار الأسد، وادعائها الدائم أنها ستتصدى لأي محاولة خارجية لإسقاطه، اختارت طهران ردًا لينًا على العدوان التركي على الشمال السوري، الذي بدأ مساء أمس، وتسبب في سقوط قتلى من المدنيين وتهجير سكان عدد من القرى الكردية.
وفضلت طهران استخدام تعبير «العمل العسكري التركي»، بدلًا من مصطلح «العدوان»، الذي استخدمته البلدان العربية، وفي مقدمتها السعودية. كما ركزت على الجانب الإنساني لمطالبة أنقرة بسحب قواتها، دون أي إشارة إلى مسألة انتهاك السيادة السورية.
وأعربت الخارجية الإيرانية، في بيان لها، عن قلقها حيال ما سمته العمل العسكري التركي داخل الأراضي السورية، مضيفة: «مع الأخذ بنظر الاعتبار الوضع الإنساني والمخاطر التي تواجه المدنيين في مناطق المواجهات العسكري، نؤكد ضرورة وقف الهجمات فورًا وخروج القوات التركية من أراضي سوريا».
وخلا البيان من أي انتقاد صريح للقيادة التركية واكتفى بتأكيد أن «وزارة الخارجية الايرانية ومع إدراكها لهواجس تركيا الأمنية، فإنها كما صرحت من قبل لا تعتبر العمل العسكري إجراء لإزالة هواجس تركيا الأمنية بل من شأنه إلحاق خسائر مادية وبشرية واسعة، وبناء عليه تعلن معارضتها لهذا الإجراء».
وتابع بيان الخارجية الإيرانية موضحًا أن طهران «تعتبر ظروف المنطقة الراهنة إفرازًا لتدخلات من خارج المنطقة خاصة من قبل الولايات المتحدة، وهي (إيران) بناء على الرؤية المرتكزة على حل وتسوية المشاكل في إطار الطاقات الإقليمية تعلن استعدادها لأداء أي دور بين البلدين مثلما هي الآن في اتصال مع الطرفين، وتعتقد أن إزالة التوتر الحاصل ممكن فقط عبر الإجراءات السلمية مع احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وكذلك اتفاق أضنة».
وكانت إيران انخرطت في لقاءات ثلاثية مع كل من تركيا وروسيا لوضح حل للأزمة السورية، فيما اعتبره مراقبون خطوة لتقاسم النفوذ في البلد الذي دمرته الحرب المشتعلة منذ عام 2011.
وجاء الموقف الإيراني، بالتوازي مع الإدانات العربية الواسعة للعدوان التركي، الذي يهدد سلامة الأراضي السورية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية، بعد غدٍ السبت، اجتماعًا طارئًا؛ لبحث تداعيات العدوان التركي على الشمال السوري.