مدارات عالمية

موقع أمريكي يكشف خطة «حزب الله» لشراء ولاء اللبنانيين قسرًا

فريق التحرير

حذر تقرير صحفي أمريكي من خطة «حزب الله» لإغراق لبنان، من خلال سيطرته على السلع الغذائية الأساسية، اللازمة لحياة الشعب؛ لإخضاع اللبنانيين للانصياع للحزب.

وقال موقع «ستارس آند ستريبس» الأمريكي في تقريره، إن حزب الله بات يحتكر أنفاس اللبنانيين، بل بات يساوم اللبنانيين على النفط وحليب الأطفال والخبز مقابل شراء الولاء قسرًا، فتحت عنوان «حزب الله يشدد قبضته لإغراق لبنان».

الطعام مقابل الولاء

وكشف التقرير خطة الحزب، الذي تضعه الولايات المتحدة على رأس قائمة التنظيمات الإرهابية، للسيطرة على اللبنانيين، موضحًا أنه شحذ قوته من خلال تولي العناصر التابعة له لوظائف الدولة الجوفاء، بسبب الاقتصاد المنهار، والصراع الطائفي؛ كما سعى إلى تعزيز علاقته بالمدنيين البائسين من خلال تقديم الطعام والنقود والخدمات الطبية وسط انتشار الفقر في الدولة اللبنانية، التي كانت توصف في السابق بـ«باريس الشرق».

السيطرة على البضائع

ويرى محللون أن «حزب الله» يستفيد من حالة البؤس التي يعيشها لبنان، لاسيما في ظل انعدام آمال الإصلاح في هذا البلد منذ فترة ليست بالقليلة، وهذا ما كشفه لقاء للموقع الأمريكي، مع مواطن لبناني (36 عامًا) أب لطفلين، ويعارض الحزب، رغم أنه يعيش في أحد معاقله، والذي قال إنه اضطر إلى اللجوء إلى حزب الله من أجل البقاء، وأن أقاربه حصلوا كغيرهم من المواطنين على بطاقات، تمكنهم من الوصول إلى مستودعات التخفيضات التابعة للحزب، والمكدسة ببضائع من لبنان وسوريا وإيران.

ويتضح استغلال الحزب لحال اللبنانيين، من رفض المواطن الكشف عن هويته، خوفًا من ملاحقة بواسطة عناصر حزب الله المسلحة، قائلا: كنت مضطرًا لفعل ذلك. أنا بلا عمل منذ عام ونصف، وحتى الآن، كما أن زوجتي هى الأخرى لا تعمل. حزب الله يعمل على تجويعنا حتى نعود إليه راكعين من أجل الطعام».

شبكة المدارس والمراكز الطبية

ولا تقتصر هيمنة حزب الله على المواطنين اللبنانيين من خلال البنادق فقط، وإنما عبر شبكة مترامية الأطراف من المدارس، والمراكز الطبية، والخدمات المالية التي بناها الحزب خلال السنوات الطويلة الماضية. ويقول جوزيف ضاهر، مؤلف كتاب «الاقتصاد السياسي لحزب الله اللبناني»، إنه بدون بديل سياسي في الدولة اللبنانية، لن ينقلب المؤيدون ضد حزب الله؛ فالحزب الموالي لإيران يرغب في اعتماد المواطنين عليه من الألف إلى الياء، سواء كان ذلك في توفير المواد الغذائية، أو الأنشطة التجارية، أو حتى في مجال التعليم».

فساد وسوء الإدارات اللبنانية

وفي المقابل، تركت الحكومات اللبنانية المتعاقبة المجال واسعًا أمام حزب الله، وبدأت المرافق الاقتصادية اللبنانية منذ العام 2019، بعد عقود من الفساد وسوء الإدارة، حتى عجزت الحكومة عن سداد ديون بقيمة 30 مليار دولار وفقدت العملة نحو 90% من قيمتها مقابل الدولار، بحسب الموقع الأمريكي.

ونقل الموقع الأمريكي عن مركز «شاتام هاوس»، المعروف رسميًا بـ«المعهد الملكي للشؤون الدولية»، والذي يتخذ من لندن مقرًا له، أن «عناصر حزب الله أصبحت أكثر ثراءًا خلال الأزمة التي يعيشها لبنان، لأنهم يتقاضون رواتبهم بالدولار، إذ تتقاضى العناصر ذات الراتب الأدنى أكثر من 15 ضعف الحد الأدنى للأجور».

ويقول سامي نادر رئيس مركز أبحاث معهد المشرق ومقره بيروت: «صحيح أن لديهم أموالًا أكثر من غيرهم، وهذا يمنحهم اليد العليا سواء عن طريق إيران، أو ممارسة أنشطة أخرى غير مشروعة، لكن الأزمة أظهرت أنهم لا يستطيعون استبدال الدولة بالكامل».

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد