مدارات عالمية

تحذير من مغامرات أردوغان «المهمش»: يهدد بإشعال حرب في شرق المتوسط

«دير شبيجل»: كبرياؤه مجروح ويرغب في التمويه على أزمات محلية

فريق التحرير

حذرت مجلة «دير شبيجل»، الألمانية من أن التحركات المريبة للرئيس التركي، رجب أردوغان، باتت مثيرة للجدل، وتهدد بإشعال حرب في منطقة شرق البحر المتوسط حول حقوق التنقيب على الغاز والنفط.

وقالت المجلة، في تقرير ترجمته «عاجل»، إن الحكومة التركية متأهبة بشأن مجموعة من الجزر اليونانية الواقعة على بعد عدة كيلومترات من سواحل تركيا، وبشأن حجم «المنطقة الاقتصادية الخالصة» لتركيا، وهي منطقة تعتبر أنقرة أنها أصغر من طموحاتها الاقتصادية.

وقالت المجلة الألمانية إن أردوغان يشعر بالتهميش في شرق المتوسط، خصوصًا مع اتفاق اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية على إنشاء «منتدى غاز شرق المتوسط» مع تهميش تركيا.

حسابات أردوغان صاحب الكبرياء المجروح  

وقالت المجلة إن إعلان إسرائيل، في يوليو الماضي، الموافقة على بناء خطوط أنابيب «إيست ميد» التي تنقل الغاز من المياه الإسرائيلية إلى أوروبا عبر قبرص واليونان، جاء على عكس رغبة تركيا.

ويرغب أردوغان في فرض نفوذه على المنطقة بسلطة الأمر الواقع، بسبب ما اعتبرته المجلة الألمانية «كبرياءه المجروح والحسابات السياسية المحلية»، ماكس هوفمان، الخبير في الشؤون التركية في مركز التقدم الأمريكي: «حينما شعر أردوغان بأنه لا يملك كرسيا إلى الطاولة قام بقلب الطاولة».

وبينت أن الاهتمام بالغاز والنفط أحد أسباب المواجهة المفتوحة في هذه المنطقة. فعلى مدار العشر سنوات الماضية، اكتشف مساحون، رواسب غاز في شرق البحر المتوسط تحتوي على ما يقرب من 50 ضعف كمية الغاز المستهلكة حاليًا في فرنسا كذل عام، ويقع النفط والغاز على عمق كبير تحت السطح وسيتطلب استغلال هذه الاحتياطيات جهدًا كبيرًا.

وفي غضون ذلك، انهارت أسعار النفط والغاز في السنوات الأخيرة؛ ما يجعل جهود الحفر لا تستحق الجهد المبذول. ولأسباب اقتصادية، أعلنت شركات مثل «بي بي» بالفعل أنه ليس لديها خطط لتطوير حقول جديدة في أي دول جديدة.

أردوغان يشتت انتباه الأتراك عن الأزمات الداخلية

كما رأت المجلة أن الهدف وراء التحركات غير المحسوبة لأردوغان في هذه المنطقة هو تشتيت انتباه الشعب التركي عن الأزمات السياسية والاقتصادية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد.

ويمر الاقتصاد التركي بفترة أزمة منذ سنوات الآن، تفاقمت بسبب أزمة جائحة «كورونا»، مع تدهور قيمة عملة الليرة المحلية؛ حيث بلغت حوالي تسعة ليرات لليورو الواحد.

كما تدهور موقف أردوغان في كل الاستفتاءات الشعبية والرأي العام خلال الفترة الماضية، مقارنة بفترة توليه المنصب، وتوقعت المجلة الألمانية أن يخسر أردوغان بنسبة كبيرة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع عقدها العام 2023.

قلق أوروبي من تصرفات ومغامرات أردوغان

ولفتت المجلة إلى قلق متنام داخل أوروبا؛ حيث اعتبرت الحكومة اليونانية تصرفات أردوغان «مزعزعة للاستقرار ومهددة للسلام». وبعيد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، منذ أيام، دعا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تركيا إلى التوقف عن البحث عن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط  «فورًا»، كما أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفنًا حربية إلى البحر المتوسط لإظهار دعمها لليونان، واتهم أنقرة بإثارة الاستفزازات والتوترات بتصرفاتها أحادية الجانب.

وهناك حالة من التخبط داخل أوروبا بشأن التعامل مع الزعيم التركي «الذي من الصعب توقعه»، مع دعوات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على وجه الخصوص، بموقف أكثر حزمًا. وترغب ألمانيا، على الجانب الآخر، في إعادة أردوغان إلى طاولة المفاوضات، رغم فشل المفاوضات التي توسطت بها برلين سابقا بين أنقرة وأثينا، وتخشى برلين أن يخرج الوضع في شرق المتوسط عن السيطرة بشكل سريع، خصوصا وأن أردوغان سبق وأوضح أنه لن يترك أي هجوم على سفينة أبحاث تركية دون رد.

مرر للأسفل للمزيد