مدارات عالمية

بالأسماء.. إسماعيل هنية وقادة «حماس» يلتفون حول خليفة قاسم سليماني

قدموا واجب العزاء في طهران بعد «بيان الجمعة» المثير للجدل..

فريق التحرير

لم تكتفِ حركة حماس ببيانها المثير للجدل، الذي وصفت فيه قائد فيلق القدس القتيل، قاسم سليماني بـ«بالشهيد»، لكن الحركة المنتمية لجماعة الإخوان، بادرت قياداتها الرئيسية بزيارة طهران، وظهر عدد من قيادات الصف الأول في المكتب السياسي، وهم يلتفون حول خليفة قاسم سليماني، العميد إسماعيل قآني، القائد الجديد لفيلق القدس، في مكتبه بطهران.

وظهر في الصورة التي روجتها حركة حماس على نطاق واسع، من اليمين: «على بركة.. أسامة حمدان.. صالح العاروري»، ثم إسماعيل قآني، وعلى يساره «إسماعيل هنية.. موسى أبو مرزوق.. عزت الرشق...».

وواصلت حركة «حماس»، الخروج عن الإجماع العربي، المحذّر من خطورة التمدّد الإيراني، بعدما بادرت، الجمعة الماضية، بنعي قاسم سليماني، عقب مقتله في غارة أمريكية، ووصفته بـ«الشهيد»، قائلة، في بيان: «تنعي الحركة القائد سليماني، وشهداء الغارة الأمريكية هذا اليوم، وتتقدم بالتعزية للعراق في استشهاد عدد من أبنائه جرّاء الغارة الأمريكية الغادرة».

وتابعت، وفق بيانها الرسميّ: «نتقدم بخالص التعزية والمواساة للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني باستشهاد اللواء سليماني، أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، والذي كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات.. ندين هذه العربدة والجرائم الأمريكية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة.. الولايات المتحدة «تتحمل المسؤولية بسلوكها العدواني».

حسابات خاصة

وأكد مراقبون أن حركة حماس بنعيها المثير للجدل، تواصل الانتصار لحساباتها الخاصة؛ والتأكيد على تطابق وجهات نظرها مع النظام الإيراني فيما يتعلق بالصراعات المفتوحة في المنطقة، وهي الصراعات التي تلعب فيها الميليشيات والفصائل المسلحة، التي تعد «حماس»، جزءًا منها، ومن ثم فهي تتطابق مع الخطاب الإعلامي والسياسي الإيراني.

ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق، 5 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عن قياديين من حركة حماس وميليشيات حزب الله، متورطين بأعمال إرهابية. وأشارت إلى أن «حركة حماس وميليشيات حزب الله تحصلان على السلاح من إيران»، وعرضت الولايات المتحدة المكافأة لمن يدلي بمعلومات عن مكان كل من: «القيادي في حماس، صالح العاروري، والقياديَّيْن في حزب الله: خليل يوسف حرب، وهيثم علي طبطبائي».

وجدّدت واشنطن التأكيد أن «حماس مرتبطة بعلاقات مع ميليشيات حزب الله الذي يعد تنظيمًا إرهابيًّا، بينما ترتبط حماس بعلاقات معه، ولقد اتخذنا خطوات للضغط على حركة حماس ولاحقنا عددًا من أفرادها بتهمة الإرهاب، لافتة إلى أن الحزب الموالي لإيران يهدّد الأمن والاستقرار في لبنان والخارج».

قائد جديد

وأعلنت إيران، الجمعة الماضي، تعيين إسماعيل قآني قائدًا جديدًا لفيلق القدس خلفًا لقاسم سليماني، وكان قآني يشغل منصب نائب قائد فيلق القدس الذي يعد الذارع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وقال المرشد الإيراني، على خامنئي، إن أهداف «فيلق القدس ستبقى كما كانت في زمن قيادة سليماني».

وسلّطت عملية مقتل قاسم سليماني، الضوء على مملكته التي عاش متنقلًا بين معسكراتها للإشراف على تدريب وتأهيل العديد من قادة وكوادر الميليشيات العاملة في الجوار العربي، لا سيما من حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحماس في قطاع غزة؛ حيث يتم تخريج الكوادر التى ستتولى لاحقًا مهام القيادة والسيطرة، وقيادات الصف الأول، التي يجرى اختيارها، وفق معايير غاية في التعقيد.

وكان سليماني يشرف بشكل مباشر على هذه التدريبات وعمليات التأهيل في المعسكرات الإيرانية، أشهرها «أمير المؤمنين.. قاعدة الإمام على العسكرية.. قاعدة باهنر، على أطراف العاصمة طهران...»، ويشرف على التدريبات المتخصصة (التي تتلقاها العناصر المستهدفة بتنفيذ عمليات إرهابية لصالح طهران) مستشارون عسكريون وأمنيون إيرانيون.

تدريبات إرهابية

وتقوم القيادات الميدانية التي تتولى عملية التدريب بتأهيل العناصر التابعة للميليشيات العاملة في المنطقة العربية (لاسيما حزب الله وحماس والحوثيين...) على حرب العصابات وقتال الشوارع، واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعمليات التفجير والاغتيالات، وتدريب العناصر الإرهابية عبر معسكراتها على صناعة العبوات المتفجرة واستخدام الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية وتدريبات متخصصة على الأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات من دون طيار.

وتتولى أيضًا تدريب العناصر المستهدفة على الأنشطة البحرية والمظلات وأمن كبار الشخصيات، مع توفير الدعم والتمويل اللازم في هذا الشأن، وتولى تدريب وتشكيل وتجنيد المجموعات الإرهابية، التي يجرى استغلالها في تنفيذ أجندة إيران الدموية، وكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (التابع لمنظمة مجاهدي خلق، المعارضة لطهران) عن مراكز التدريب الميليشيات الخارجية التابعة لقوات الحرس الإيراني (تحت إشراف مباشر) من قوات فيلق قدس، بما لهذا الملف الساخن من نتائج كارثية في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا وأفغانستان وإفريقيا.

وكثيرًا ما ترددت قيادات كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) على المعسكرات وقواعد التدريب التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، لاسيما معسكرات «الإمام علي» في شمال طهران، و«أمير المؤمنين» في كرج غرب طهران، كما يوجد في «مرصاد» شيراز أحد أهم مراكز تدريب المقاتلين الأجانب، وهناك مديرية تدريب فيلق القدس في ثكنة «إمام علي»، في الكيلو 20 في أوتوستراد طهران؛ حيث توجد في الموقع عدة ثكنات للحرس الثوري، وهناك قسم آخر (ثكنة مصطفى خميني) المتخصصة في الدعم اللوجستي.

مراكز الدم

أيضًا، هناك نحو 14 مركزًا للتدريب تابعة للمديرية، التي يديرها شخص مقرب من قاسم سليماني، وفي المديرية المذكورة يتم التدريب على مرحلتين: (45 يومًا، لتأهيل العناصر المختارة على تنفيذ المهمات العسكرية القريبة من أنشطة قوات التعبئة البسيج).

وهناك مرحلة أخرى متخصصة، تصل مدتها إلى 12 شهرًا، تتلقى فيها العناصر تدريبات عسكرية ودورات متخصصة، قبل إلحاقهم بقوات فيلق القدس بشكل دائم، وتكون هذه التدريبات عبر وحدات منفصلة وسرية، يتم تأهيلها على تنفيذ الأعمال الإرهابية، وتوزيعهم لاحقًا على الدول المستهدفة.

وتمتدّ خريطة الاستهداف التي تتبناها قوات الحرس الثوري من الخليج إلى آسيا، كما تشمل إفريقيا والغرب (الأوروبي- الأمريكي) خاصة العناصر المكلفة بتنفيذ عمليات نوعية؛ حيث يتلقون تدريبات شديدة التخصص، وبعضهم قد يكون من أبناء الدول المستهدفة.

ويتبع فيلق القدس (المعنيّ بتنفيذ استراتيجية النظام الإيراني العسكرية خارج الحدود) العديد من مراكز التدريب الأخرى (مركز لوشان الخاصة للتدريبات الخاصة.. كلية الإمام على بمنطقة تجريش للدراسات النظرية.. مركز بادينده بورامين المعني بتدريبات في المدن...).

كما يتبعه «مركز آمل- مخيم مالك أشتر- المتخصص في تأهيل العناصر المقاتلة على العيش في الظروف الصعبة، وحرب العصابات.. مركز سمنان، الخاص بتدريب الوحدات الصاروخية.. مركز مشهد المخصص لتدريب المرتزقة من أفغانستان.. مركز بازوكي، الذى يقوم بتدريب العناصر المقاتلة في سوريا. مركز مدينة عبادان للتدريبات البحرية، والغوص.. محور جزيرة قشم.. ثكنة شهريار...».

وقدّم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، معلومات ووثائق، للعواصم الرئيسة في العالم، عن المعسكرات الخاصة بفيلق قوات القدس، التي تتولى تدريب عناصر الميليشيات الإرهابية، التي تكلف بتنفيذ عمليات عسكرية موسعة، وأخرى نوعية في دول العالم.

وقالت مصادر دبلوماسية وسياسية، إن القرار الذي اتخذه مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، بتعيين، العميد إسماعيل قآني، قائدًا لفيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني، لن يملأ الفراغ الذي خلفه «سليماني»، بحكم شبكة علاقاته المعقَّدة وهيمنته على عملية صنع القرار في كل ما يتعلق بعمليات «فيلق القدس»، حتى مع التأكيدات الرسمية الإيرانية أن «الخطط هي ذاتها المعتمدة في عهد سليماني، وأن جميع الكوادر في فيلق القدس ستتعاون مع القائد قآني».

مرر للأسفل للمزيد