في أعقاب التوتر على الحدود بين صربيا وكوسوفو، ما يعيد الذاكرة إلى الحرب الدامية في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وجه ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، دعوة إلى رئيس صربيا ورئيس وزراء كوسوفو لحضور اجتماع ببروكسل في 18 من الشهر الجاري، لمناقشة الخلافات والتوترات بين الجارتين.
وتشهد الحدود بين البلدين توترًا مع قرب دخول خطة بريشتينا بشأن منع دخول المواطنين الصرب بوثائق شخصية صادرة عن بلجراد، قبل أن تؤجلها لمدة شهر لتخفيف حدة هذه الأزمة.
بالرغم من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008 لا يزال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
وفي 2021، أعلنت حكومة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، أنها ستمنح الصرب فترة انتقالية للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو إلا أنها لم تستطع التنفيذ بعد احتجاجات مماثلة، قبل أن تعلن في نهاية مايو الماضي عن مهلة مدتها 60 يومًا لتنفيذ خطتها.
وقالت حكومة كوسوفو إنه اعتبارًا من الأول من أغسطس الجاري يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول، وهو ما تطبقه سلطات بلجراد على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.
ومع نهاية المهلة، نظم الصرب في الجزء الشمالي من كوسوفو احتجاجات على الطرق السريعة الرئيسية في المنطقة رفضًا لقرارات بريشتينا بحظر لوحات السيارات والوثائق الشخصية الصربية.
وحسب قناة «أر تي إس» التلفزيونية الصربية، فإن المواطنين قطعوا حركة المرور تمامًا على الطرق القريبة من بلدات كوسوفسكا ميتروفيتشا ويارين وزوبين بوتوك، وهتف المتظاهرون، الذين لا يوافقون على قرار سلطات كوسوفو غير المعترف بها، «لا استسلام».
وقالت قوات حفظ السلام بقيادة حلف الناتو في كوسوفو إن «الوضع الحالي في الشمال صعب للغاية، ونراقب الموقف عن كثب».
وأضافت البعثة، في بيان: «تتسم الحالة الأمنية العامة في البلديات الشمالية لكوسوفو بالتوتر، وقواتنا تراقب الوضع عن كثب ومستعدون للتدخل إذا ما تعرض الاستقرار للخطر، وفقًا لولايتها المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 1244 الصادر عام 1999».
وأوضحت أن «بعثة قوة كوسوفو تركز على ضمان بيئة سالمة وآمنة وحرية التنقل لجميع سكان كوسوفو. وتواصل قوة كوسوفو اتخاذ موقف واضح ومرن في الميدان، وقائد القوة على اتصال بجميع محاوريه الرئيسيين، بمن فيهم ممثلو منظمات أمن كوسوفو ورئيس الدفاع الصربي».
ودعت جميع الأطراف إلى «مواصلة المفاوضات، من المهم أن يستمر هذا، وهذا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن الإقليميين، ولن تكون هناك آفاق حقيقية لمستقبل أفضل في البلقان، بدون الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، سيادة القانون والإصلاحات الداخلية وعلاقات حسن الجوار»، مؤكدة على أن الحوار البناء مفتاح الاستقرار الإقليمي.
ودعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف تجاه المتظاهرين، كما أعربت تركيا عن رغبتها في الوساطة بين الجانبين.