مدارات عالمية

ملك الكبتاجون اللبناني.. أصله سوري وتربطه علاقات وطيدة بحزب الله

فرّغ بلدة من سكانها الأصليين ويعمل لحساب شقيق بشار الأسد..

فريق التحرير

يُعرف بأنه ملك الكبتاجون، وذاع صيته مؤخرًا في لبنان عقب الإعلان عن ضبط كميات ضخمة من هذا العقار المخدر.. إنه حسن دقو، الذي ترافق اسمه مع عمليات تهريب مخدرات إلى السعودية واليونان وغيرهما من الدول. 

أوقفته شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبنانية منذ أسابيع ببلدة الطفيل الواقعة في عمق السلسلة الشرقية للبنان والمتداخلة مع الأراضي السورية، والتي فرغت من أبنائها بدءًا من عام 2014؛ إثر المعارك التي اندلعت بين "حزب الله" والفصائل المعارضة، والتي كانت نتائجها خروج مئات العائلات السورية واللبنانية منها.

وحسب "العربية" فإن المدعو حسن دقو سوري الأصل، وحصل على الجنسية اللبنانية في يونيو الماضي، مدعيًّا أنه اشترى 600 سهم من عقارات بلدة الطفيل.

ومنذ ذلك الوقت قام دقو، بأعمال جرف واقتلاع أشجار مُثمرة كالمشمش والكرز والتفاح في بساتين البلدة، بواسطة جرافات وآليات، بمرافقة أشخاص مسلّحين، ملحقًا الضرر البالغ والخسائر الفادحة بأصحاب ومالكي البساتين، وهو ما في جاء في الكتاب الذي رفعه أهالي الطفيل إلى محافظ بعلبك بشير خضر في يوليو الماضي.

ومع أن المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية أصدر بيانًا نفى فيه ورود اسم دقو في مرسوم التجنيس الصادر عام 2018، غير أن النائب عن "تيار المستقبل" بكر الحجيري أكد لـ"العربية"، أن "دقو حصل على الجنسية اللبنانية منذ أكثر من عام، مع أن أشقاءه يحملون هوية سورية".

وأوضح الحجيري، أن "دقو تربطه علاقات (وطيدة) بحزب الله، والفرقة الرابعة التابعة لشقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد، وقد تم تسهيل استيراد معدات طبّية ومواد كيميائية إلى لبنان تدخل في تصنيع الكبتاجون".

واتُهم دقو، بإنشاء معمل ضخم في الطفيل لتصنيع حبوب "الكبتاجون" مستغلًا الأوضاع المعيشية الصعبة التي يُعاني منها أبناء بلدة الطفيل، بدعم مباشر من "حزب الله" و"الفرقة الرابعة".

في ذات الإطار، أشار رئيس شعبة مكافحة المخدرات وتبييض الأموال السابق في الجمارك، العقيد المتقاعد نزار الجردي، إلى أن دقو واحد من كبار تجّار المخدرات في لبنان، وكان يُهرّب شحنات الكبتاجون إلى دول عديدة.

وأَضاف الجردي: "ضبطنا في الفترة الأخيرة عشرات ملايين حبوب الكبتاجون التي كانت ستهرب للخارج على رغم معدّات المراقبة المتواضعة التي كانت في حوزتنا".

وفي إشارة إلى أن معظم عمليات التهريب تتم عبر مرفأ بيروت، أوضح الجردي، أن "المهرّبين استغلوا تعطّل أدوات السكانير لمراقبة البضائع في مرفأ بيروت نتيجة الانفجار الذي وقع في 4 أغسطس الماضي من أجل تمرير شحنات المخدرات دون رقابة".

وكشف الجردي، أن "معظم شحنات المخدرات كانت تأتي من البقاع (شرقي لبنان)، حيث تنتشر مصانع الإنتاج التي نشط عملها في لبنان بعد انتقالها من سوريا إثر اندلاع الحرب"، مشيرًا إلى "أن مناطق عديدة في البقاع متداخلة مع الأراضي السورية، لا تخضع لسلطة الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، وإنما لنفوذ حزب سياسي فاعل ومعروف"، في إشارة إلى "حزب الل"ه.

يشار إلى أنه قبل اعتقال المدعو دقو من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، تصدّرت بلدة الطفيل منذ أكثر من شهرين واجهة الأخبار في لبنان مع ما كشفه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نشاط ميليشيات أفغانية وإيرانية وعراقية ولبنانية في شراء ومصادرة كل ما يمكن أن يقع بين أيديها من أراض وعقارات، في مناطق الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، منها بلدة الطفيل، حيث تملّكت 250 قطعة أرض فيها.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربية"، إن بلدة "الطفيل" باتت تحت هيمنة الميليشيات الموالية لإيران، وحزب الله الذي أقام على أراضيها مركزًا عسكريًا، بحجة محاربة المسلّحين بالمناطق المحاذية للحدود السورية في منطقة القلمون.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد