حالة من التوتر تشهدها جزيرة تايوان المتنازع عليها، بسبب اختراق مقاتلات صينية، منطقة الدفاع الجوي الخاصة بتايوان، وذلك عقب نشاط عسكري متزايد خلال الأشهر الماضية.
يقول خبراء عسكريون لـ«سكاي نيوز»، إنه بعدما أوردت الاستخبارات الأمريكية معلومات حول تزامن النشاط العسكري الصيني، فإن فرضية احتجاج الصين عسكريا لجزيرة تايوان، قد يؤدّي إلى شن هجوم على تايوان عام 2027.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن 19 طائرة، جميعها مقاتلات من طراز جيه - 10، حلقت نحو الركن الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي التايوانية، وهذا الركن هو الأقرب إلى الساحل الصيني منه إلى تايوان، وفقًا لخريطة نشرتها الوزارة.
من جانبه قال مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز في مقابلة لشبكة «سي أي إيه»، إن هناك معلومات تظهر أن الرئيس الصيني، أمر قوات بلاده بأن تكون جاهزة بحلول عام 2027 لاجتياح تايوان.
وأضاف مدير المخابرات المركزية الأمريكية، أنه يوجد شكوك حول قدرة الجيش الصيني على النجاح في هذا الأمر؛ نظرًا لتجربة روسيا في حرب أوكرانيا.
فيما أشار الخبير في الشؤون الصينية مازن حسن، أن مصير اجتياح تايوان مرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية المقرر اجراؤها العام المقبل، موضحا أنه إذا فاز بها الحزب الديمقراطي، الداعم لتقويض طموح الصين وروسيا، بأي شكل ستكون المواجهة موجودة لا محالة، أما لو فاز الحزب الجمهوري، فإنه المعروف من تجربة الرئيس الجمهوري السابق ترامب أن معركته مع الصين اقتصادية، ولم تتطور الأمور لتصل لاشتباك عسكري وإشعال حرب.
وتوقع الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر، أن الاجتياح الصيني، قائلا إن كل المؤشرات تدل بالفعل على أن بكين تنوي السيطرة على تايوان التي تعتبرها جزء من أراضيها، وتخشى التحريض الأمريكي لتايوان باتجاه الانفصال.
وسخر الخبير في الشؤون الدولية، تقليل واشنطن من قدرة الصين على تنفيذ الاجتياح، واصفًا ذلك بأنه «أمر يثير الضحك»؛ مشيرًا إلى أن تايوان ستكون هدفا سهلا للغاية، لن يكلف الصين الكثير، والضربة ستكون سريعة وخاطفة.
وعن مقارنة واشنطن الوضع بالحرب في أوكرانيا، قال إنها «بعيدة تمامًا»، خاصة وأن أوكرانيا تجاورها دولة عضوة في حلف الناتو، في إشارة إلى بولندا، أما تايوان فهي جزيرة بمجرد أن تحاصرها البحرية الصينية، سيكون الأمر انتهى، والمساعدة عن طريق الجو محفوفة بالمخاطر.
وشكك الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر، في تحديد توقيت الهجوم عام 2027، قائلًا إنه «يصعب توقع تفكير الصين في هذا الملف، وقد يكون الأمر مفاجئا في النهاية واتخاذ قرار مخالف للتوقعات».
قال وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنج، إن بلاده قد تشهد هجومًا صينيًا خاطفًا، مشيرًا في تصريحات سابقة، منذ أيام، «نستطيع صد الهجوم الأول، ولكن يجب أن يكون هناك دعم، مؤكدًا على أن الصين ستواجه صعوبات، خاصة أنها ليست قوية للسيطرة على تايوان في أسبوع أو اثنين، وإذا فرضت علينا حصارًا فنحن لدينا خطط للالتفاف عليه».