لضمان بقائه على رأس السلطة، وتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد، سمح الرئيس السوري بشار الأسد بعودة عمه رفعت الأسد إلى سوريا، وذلك بعد عملية مصالحة، جرت في أروقة الطائفة العلوية السورية، حسب مجلة «فورين بوليسي».
وكشفت المجلة الأمريكية في تقرير مطوَّل أن الأسد سمح لعمه بالعودة إلى سوريا في إطار صفقة بين الطرفين، يتخلص بموجبها «الأسد المنفي» في باريس من الملاحقة القضائية، وتهديده غير مرة بالسجن؛ مقابل استقواء بشار الأسد به، وتحصين بقائه على رأس السلطة، نظرًا للمكانة التي يتمتع بها عمه بين العشائر العلوية في سوريا؛ وضمان ولاء العشائر ذاتها لرأس النظام، والاستقواء بها أيضًا في إنعاش الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وتقول الصحيفة: «خسر بشار الأسد دعم العلويين، حين عزفوا عن الاستثمار في المرافق الاقتصادية، وحوَّلوا رؤوس أموال ضخمة خارج البلاد في محاولة لإضعاف بشار الأسد؛ وإبداء كامل الدعم في المقابل لعمه المنفي في أوروبا رفعت الأسد».
ويشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن رفعت الأسد، وخلال العقود الثلاثة التي عاش فيها بأوروبا، كان له نفوذ واسع في المناطق التي يسيطر عليها العلويين في سوريا، وعارض إلى حد كبير خلافة ابن أخيه بشار لوالده حافظ الأسد.
وفي أعقاب اندلاع الاحتجاجات المناوئة للنظام في العام 2011، دشَّن رفعت الأسد تيارًا سياسيًا معارضًا تحت اسم «المجلس القومي الديموقراطي السوري»، وذلك بالتعاون مع أصدقاء عراقيين آخرين، ينتمون في معظمهم إلى حزب «البعث السوري»، لإثبات مدى نقاء التيار لدى الدولة المستضيفة، وإقناع روسيا بأن هناك بديلًا مناسبًا عن بشار الأسد.
رغم ذلك، يرى مراسل المجلة الأمريكية أن تصالح رفعت الأسد مع ابن أخيه بشار كان خيارًا صفريًا، لاسيما بعد إدانته من جانب أجهزة القضاء الفرنسية، واتهامه بالاختلاس، وغسيل الأموال؛ وأيدت إحدى المحاكم الفرنسية العقوبات ضده في سبتمبر الماضي؛ ما اضطر رفعت البالغ من العمر 84 عامًا إلى التصالح مع ابن أخيه، الذي ما برح يرفض عودته إلى سوريا طيلة هذه السنوات.
ولم يسمح بشار الأسد بعودة عمه رفعت إلى البلاد، إلا بعد إعلان الأخير ولاءه للنظام السوري تحت قيادة ابن أخيه، وتعهده له بالتعاون معه ومساندته في كافة الأنشطة السياسية والاجتماعية.
اقرأ أيضًا: