أوكرانيا

 
مدارات عالمية

مع تصاعد حدة التوترات.. تقرير يوضح تأثير أزمة أوكرانيا على الشرق الأوسط

فريق التحرير

تتصاعد حدة التوترات على الحدود المشتركة بين روسيا وأوكرانيا، مع حشد الأولى 180 ألف جندي على الحدود، فيما حشدت البلدان الأوروبية قرابة 60 ألف جندي على الحدود الشرقية للقارة.

ويحذر مراقبون ومحللون من أن تأثير الأزمة لا يقتصر على منطقة شرق أوروبا فحسب، بل سيكون لها تداعيات بعيدة الأمد تصل إلى الشرق الأوسط، مع توقعات بتأثر عدد من بلدان العربية.

وتتنامى المخاوف في أوروبا والولايات المتحدة بشأن غزو روسي محتمل لأوكرانيا. وحذر السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرج، من أن التحالف لا يرى أي مؤشرات على تفادي التصعيد من الجانب الروسي، مشيرا إلى مواصلة موسكو حشد قواتها.

لكن التصعيد بين أوكرانيا وروسيا لن يكون محدودًا على أوروبا وحدها، لكن سيكون له تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كذلك. واستعرض تقرير نشرته إذاعة «دويشتة فيلة» الألمانية، اليوم الخميس، بعض هذه التداعيات:

ليبيا: تعد ليبيا من أوائل البلدان التي ستتأثر بشكل مباشر بصراع مفتوح بين روسيا وأوكرانيا، وذلك لأن الأولى تمتلك قاعدة عسكرية في مدينة الجفرة، سيتم حشدها فور اندلاع أي حرب مسلحة.

ويأتي النزاع على حدود أوروبا الشرقية في وقت شديد الحساسية بالنسبة إلى ليبيا، مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني بالبلاد. وفي هذا الشأن، قال سامي حمدي، المدير الإداري لـ«إنترناشيونال إنترست» لإدارة المخاطر والاستشارات في لندن: «قد يؤدي النزاع في أوروبا إلى إرادة دولية جديدة لدعم قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، الذي تشهد علاقاته مع واشنطن وبعض العواصم الأوروبية جمودا منذ فترة».

سوريا: تملك روسيا قوات في سوريا، ولها قواعد بحرية وجوية هناك؛ ما يعني أن حليف موسكو القوي، بشار الأسد، سيكون قادرًا على زيادة نفوذ روسيا الإضافي في الإقليم. وتعد روسيا هي الطرف الأكثر فاعلية في روسيا.

وتتحكم روسيا بشكل كبير في تدفق المساهدات الإنسانية إلى سوريا، ويربط مراقبون بين تدفق المساعدات الإنسانية والتدفق المحتمل للاجئين.

إسرائيل: إسرائيل تراقب تطورات الأوضاع عن كثب على حدود أوكرانيا. وتعمل تل أبيب على استهداف وكلاء إيران في سوريا؛ حيث تعمل بالتنسيق الوثيق مع القوات الروسية المتمركزة هناك.

ويشير مراقبون إلى مساعي موسكو للتقرب من إسرائيل نتيجة مصالح مشتركة تجمعهم في سوريا، ويرون أن إسرائيل يمكن أن تكون هي الخاسر الأكبر في أي حرب تشتعل بين روسيا والولايات المتحدة؛ لأنها ستكون مجبرة على الانحياز إلى طرف منهما ما سيقوض علاقاتها مع الطرف الآخر.

أسواق الطاقة

يرجح مراقبون أن تضغط الولايات المتحدة على حلفائها من كبار منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط لاتخاذ موقف واضح من الأزمة، ودفعهم إلى زيادة إمدادات الطاقة إلى أوروبا في حال قررت موسكو قطع إمدادات الغاز الرئيسية.

القمح. تصدر أوكرانيا 95% من القمح الذي تنتجه عبر البحر الأوسط، ويصل 50% منه إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالتالي فإن أي اضطراب يؤثر على سلاسل الإمداد تلك ستكون له تداعيات وخيمة على الأمن الغذائي في دول المنطقة الهشة بالفعل.

وتستورد لبنان وليبيا 40% من احتياجاتهم من القمح من روسيا وأوكرانيا، فيما تستورد مصر 80% من احتياجاتها من هناك.

مرر للأسفل للمزيد