ثار بركان هيلي جوبي في إثيوبيا، للمرة الأولى منذ نحو 10 آلاف عام، مطلقًا أعمدة كثيفة من الدخان والرماد ارتفعت إلى 14 كيلومترًا في السماء، ما تسبب في اضطراب حركة الطيران على نطاق واسع ووصول تأثيراته إلى الهند وباكستان.
وأعلنت شركتا إير إنديا وأكاسا إير الهنديتان للطيران، اليوم الثلاثاء، إلغاء عدد من الرحلات الجوية احترازيًا بسبب سحابة الرماد.
ووقع البركان، الذي كان خامدًا لآلاف السنين، في إقليم عفر شمال شرقي إثيوبيا، حيث غطت سحابة الرماد القرى المجاورة وأراضي الرعي، مهددة المجتمع المحلي من رعاة الماشية.
ووصف السكان لحظة الثوران بأنها كانت "انفجارًا مرعبًا" مصحوبًا بدوي هائل، فيما تمكنت الأقمار الصناعية، وفق صور وكالة "ناسا"، من رصد أعمدة الغبار الكثيفة الممتدة عبر البحر الأحمر.
وقال مسؤولون في إثيوبيا إن البركان يقع ضمن سلسلة إرتا ألي البركانية على بعد نحو 800 كيلومتر شمال شرقي العاصمة أديس أبابا، ضمن منطقة ذات نشاط جيولوجي مكثف حيث تلتقي لوحان تكتونيان.
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع ضحايا، يُعد الرماد تهديدًا كبيرًا للطيران والزراعة المحلية.
من جانبها نفت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بالمملكة، اليوم الثلاثاء، ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن احتواء رماد بركان هولي غوبي الإثيوبي – الذي ثار مؤخراً – على مواد مشعة قد تؤثر على الصحة والبيئة، مشيرة إلى أن ذلك مجرد تكهّنات لا أساس علمي لها.
وأوضحت الهيئة عبر حسابها الرسمي على منصة التواصل "إكس"، أن الرماد البركاني قد يتضمن بعض المكونات الجيولوجية الطبيعية، ومن بينها المواد المشعة الطبيعية (NORM)، وهي مواد قد تتواجد كذلك في الغبار والأتربة المحمولة بالرياح، إلا أنها لا تمثل أي خطر إشعاعي على البيئة أو على سلامة السكان.
تعطيل حركة الطيران وتأثيرات دولية
أدى الرماد البركاني إلى إلغاء 11 رحلة لإير إنديا وعدد من الرحلات في أكاسا إير، إضافة إلى تأثير مؤقت على شركات مثل "إنديغو" و"KLM".
ودعت إدارة الطيران المدني الهندية الطيارين إلى الإبلاغ عن أي خلل أو تلامس محتمل مع الرماد، وفحص الطائرات العاملة بالقرب من المناطق المتأثرة.
وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية الهندية أن سحابة الرماد تتحرك بسرعة نحو الشرق، متجهة إلى الصين، وأن جودة الهواء في العاصمة نيودلهي لن تتأثر بشكل كبير بسبب ارتفاع الرماد في طبقات الجو العليا.
وأشار خبراء الأرصاد إلى أن الرماد البركاني يمكن أن يتسبب في أضرار لمحركات الطائرات وتقليل الرؤية، مما يجعل الرحلات الجوية خطرة.
سحابة رماد نادرة وتأثير عالمي
ويُعد ثوران هيلي جوبي من الحالات النادرة التي تؤدي إلى انتشار الرماد البركاني على مسافات بعيدة، حيث امتدت السحب إلى باكستان وشمال الهند، مرورًا بالبحر الأحمر وعمان واليمن.
يذكر أن الثوران الأخير لبركان إيافجالايوكول في أيسلندا عام 2010 تسبب في فوضى عالمية بالسفر، وأدى إلى إغلاق المجال الجوي في المملكة المتحدة وأوروبا، مسجلاً أسوأ اضطراب في حركة الطيران منذ الحرب العالمية الثانية.
بينما يُتوقع أن تتضح سماء نيودلهي بحلول مساء الثلاثاء، يظل البركان يذكّر بالعلاقة الوثيقة بين النشاط البركاني والطيران العالمي، وحاجة السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية سريعة لحماية الأرواح والمجتمعات المحلية من مخاطر الرماد البركاني.