لم يكن تحذير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (منظمة حقوقية يمنية) من احتمال تعرض حوالى 10 آلاف مختطف يمني في سجون الحوثيين (لاسيما السجن المركزي بصنعاء) لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد سوى حلقة في مسلسل الرعب المستمر الذى يعيشه الشعب اليمني في المناطق الخاضعة لاحتلال ميليشيات الحوثي الانقلابية (المدعومة من إيران).
وبينما شددتالشبكة الحقوقية الأهلية في اليمن على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المختطفين، قبل أن يجتاح الوباء المعتقلات والسجون العامة والسرية، التي تتخذها جماعة الحوثي أماكن لإخفاء معارضيها، يبدو المجتمع الدولي (بمؤسساته المعنية) عاجزًا عن التدخل العاجل وبذل الجهود لإنقاذ اليمنيين من الجرائم المستمرة للميليشيات الحوثية الإيرانية، لاسيما المبعوث الدولي للأمم المتحدة، مارتن جريفيث، في إلزام الحوثيين بتنفيذ الاتفاقيات المؤيدة لعملية الإفراج عن جميع المعتقلين، وعلى رأسها اتفاق استوكهولم.
الحوثيون يرتكبون جرائم حرب
الرصد الدقيق لانتهاكات وجرائم ميليشيات الحوثي الإيرانية بحق الشعب اليمني منذ الانقلاب على الشرعية اليمنية (21 سبتمر 2014) يكشف عن النهج الطائفي-العنصري الذى تبنته جماعة الحوثي في مواجهة اليمنيين، والممارسات التى ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية، التي طالت كل الأعمار السنية، فضلًا عن الأطفال والنساء.
ويمكن الوقوف على هذه الجرائم من خلال ما رصدته تقارير منظمات وهيئات دولية متخصصة في رصد انتهاكات حقوق الإنسان (منظمة الأمم المتحدة للطفولة/ يونيسف.. المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.. منظمة العفو الدولية...) حيث تتواصل الميليشيات الحوثية «استهداف المدنيين، واتخاذهم دروعًا بشرية.. حصار المدن.. الاعتداء على الأعيان.. الاختطاف.. الإخفاء القسري.. التعذيب.. التهجير القسري.. زراعة الألغام.. تجنيد الأطفال في القتال..."، فيما تعددت حالات الموت تحت التعذيب.
انتهاكات الحوثيين في مناطق سيطرتهم مستمرة
وتشمل الانتهاكات الحوثية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الممتلكات العامة والخاصة كالاقتحامات والتفتيش ونهب الممتلكات وتفجير المنازل وقصف المساجد ودور العبادة، وإحراق منازل وقصف عشوائي متعمد والتمترس في الأحياء السكنية، ونهب المعسكرات واحتلال المقرات الأمنية والمؤسسات التعليمية والطبية ومنازل المدنيين، واتخاذها مواقع عسكرية واستهداف المركبات الخاصة ونهبها.
وكشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، عن تضرر أكثر من ستة ملايين طفل بشكل مباشر نتيجة الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في ٢٠١٤، حيث تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية مستمرة في تجنيد الأطفال والزج بهم في معارك عبثية وتعريضهم لخطر الإصابة بالألغام وتسريبهم من المدارس.
تسرب 5.2 ملايين طفل يمني من الدراسة لسوق العمل
ووفق الوزارة، فإن أكثر من 5.2 ملايين طفل يمني تحولوا من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل، إضافة إلى نحو مليوني مليون طفل يعانون من سوء التغذية بسبب الحرب ذاتها، كما تواصل الميليشيات الحوثية الانقلابية، تدريس الاطفال مناهج طائفية وتجنيدهم للقتال لصالحها، الأمر الذي يعد كارثة حقيقية يجب وقفها، ما يتطلب أن يمارس المجتمع الدولي الضغط لوقف الانتهاكات والجرائم التي تمارسها المليشيات بحق الطفولة في اليمن.
وأكدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، في وقت سابق، أن عدد القتلى والجرحى في اليمن تجاوز الـ38 ألف مدني، منذ الانقلاب الحوثي الذي يرتكب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين (القصف العشوائي وزرع الألغام الأرضية، التي تعد جرائم حرب محرمة دوليًّا)، وتتجاوز عدد الألغام التي زرعتها الميليشيات المليون لغم، إضافة إلى الألغام البحرية ما يعرقل سلامة الملاحة الدولية، خاصة أن اليمن يطل على أهم مضيق دولي "باب المندب".
إيران شريك رئيسي في كل جرائم الحوثيين
وتعدّ إيران الشريك الرئيسيفي كل جرائم الميليشيات الحوثية، من خلال الدعم الشامل للجرائم التى ترتكب في اليمن، حيث إنّ إيران تعد الطرف الرئيسي في هذا الشأن، وهى التى دفعت الحوثيين للانقلاب على الشرعية وكل مخرجات الحوار الوطني، فضلًا عن تعنتهم في كل المحاولات اللاحقة التى استهدفت إحلال السلام في البلاد، من خلال إمداد طهران للميليشيات بالسلاح والصواريخ الباليستية، بهدف زرع الطائفية بالمنطقة والاعتداء على الدول المجاورة لليمن، وإدخال الدول العربية في بؤر صراع.
وتسببت الممارسات الحوثية (المدعومة من إيران) في تفاقم الأزمة اليمينة، حيث يعاني نحو 19 مليون شخص من سوء تغذية، و21 مليون آخرين في حاجة إلى مساعدة غذائية، وحوالي 14 مليونًا في حاجة إلى مساعدة إنسانية، إضافة لتعرض نحو 18 ألف شخص لتعذيب تعسفي على يد الميليشيات الحوثي الإرهابية.
وأعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، أن التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي الانقلابية، في الجوف، شمالي شرق البلاد، أجبر عشرات الآلاف على النزوح إلى محافظة مأرب، وأفادت الوحدة التنفيذية وأنها رصدت نحو 25 ألف أسرة نازحة قادمة من محافظة الجوف حيث يواجه النازحين «وضعًا مأساويًا بعد أن أجبرهم التصعيد العسكري بمحافظة الجوف على النزوح إلى مأرب المتاخمة».
الحوثيون ينهبون البنك المركزي اليمني
وكشف تقرير صادر عن فريق الخبراء الأممي المعنيّ باليمن عن فساد ميليشيا الحوثي وسرقتها المال العام، عبر السطو على مصير الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة، حيث أوضح التقرير بالأدلة والأسماء والأرقام نماذج من عمليات غسل الأموال والاستيلاء غير القانوني على الإيرادات العامة، وحجز ومصادرة الأصول لتمويل حربهم ضد اليمنيين.
وأكد التقرير استمرار عمليات النهب المنظم للمال العام من قبل قادة الميليشيا الحوثية لشراء العقارات ونقل الأرصدة والاستثمار في الخارج، فيما يعاني غالبية المواطنين في مناطق سيطرتها أوضاعًا مأساوية بعد أن فقدوا رواتبهم وأعمالهم، وفي ظل معدلات غير مسبوقة من الجوع والفقر والمرض، مع المطالبة بالتحقيق في مصير الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة ومئات المليارات في الخزينة العامة منها 400 مليار ريال طبعة جديدة نهبتها الميليشيا الحوثية من البنك المركزي، وكذلك التحقيق في مصير أموال صندوق التقاعد الحكومي، ومئات المليارات من الإيرادات سنويًّا من الضرائب والجمارك والزكاة.
ناشطة يمنية تبوح بأسرار سجون الحوثيين
وروت الناشطة اليمنية سميرة عبدالله الحوري، في وقت سابق، تفاصيل الانتهاكات التي تحدث داخل سجون الحوثيين السرية في اليمن، ومأساتها مع الميليشيات الانقلابية، وقالت الحوري إنها تعرّضت لكل أنواع التعذيب خلال الفترة التي قضتها في سجون الحوثي، مضيفة أنها تعرضت لانتهاكات جسدية ونفسية، ووقعت على اعترافات باتهامات لم تتورط فيها حتى تنجو بنفسها وتخرج من السجن.
وذكرت السيدة الثلاثينية (الحوري) التي تعيش حاليًا في القاهرة، بعد خروجها، كيف كانت تعمل في مجال حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية، وتوزيع المساعدات على المتضررين من الميليشيات، مؤكدة أنها رصدت خلال 5 سنوات من عملها الإنساني ممارسات خطيرة لميليشيات الحوثي، كانت جميعها تستهدف سرقة أموال الإغاثة، والمساعدات الإنسانية، وتوجيهها لخدمة مشروعهم الانقلابي وتوزيعها على أنصارهم والإنفاق منها على سداد رواتب أنصارهم ومقاتليهم.
وأكدت الحوري أنها تعرضت لملاحقات وتهديدات بعد رفضها سيطرة الحوثيين على المنظمات الحقوقية والإغاثية، بعدما داهمت قوة أمنية من السيدات التابعات لميليشيات الحوثي أو ما يعرف بالزينبيات، منزلها واختطفوها، أمام ابنتها وصديقتها واقتادوها بعد تعصيب عينيها، لمبنى الجوازات، وبعدها لسجن سري يتبع لهم، بحسب "العربية".
تعذيب نفسي وبدني في معتقلات الحوثيين
وأضافت الحوري أنها ظلت في السجن طوال 3 أشهر تخضع للتعذيب النفسي والبدني، وشاهدت بعينيها ما يحدث في الزنازين مع السيدات السجينات، حيث يخضعن لاعتداءات جنسية، مشيرة إلى أنها لم تتعرض لتلك الاعتداءات لكونها هاشمية، حسبما قالوا لها، لكنها تعرضت لوسائل تعذيب أخرى صعبة وقاسية.
وقالت الحوري، إنها كانت تتعرض للضرب المبرح من قبل "الزينبيات"، وهن قوة تابعة للميليشيات ذوات أجسام قوية، يمارسن انتهاكات جسدية خطيرة بحق السجينات من تعذيب وضرب وصعق بالكهرباء وتكسير للأسنان، ولكمات على الوجه، وتقييد الأيدي والأرجل بالحبال، وإجبارهن على الاستماع كرهًا وجبرًا لتسجيلات صوتية يطلق عليها "خطب" بصوت عبدالملك الحوثي، تظلّ مستمرة طوال النهار في الزنازين، بصورة تصيب مستمعيها بالصم، فضلًا عن اقتياد السجينات -وهي من ضمنهن- للمحققين مكشوفات الشعر، وبعد إجبارهن على عدم النوم لأيام طويلة، من خلال تشغيل خطب عبدالملك الحوثي وبأعلى صوت.
اقرأ أيضا: