حسمت محكمة جنايات الإسكندرية في مصر، ملف خاطف طائرة الركاب سيف الدين مصطفى علي؛ حيث كانت الطائرة في رحلة من الإسكندرية إلى القاهرة عام 2016؛ لكنه أجبر قائدها على الذهاب إلى مطار لارنكا القبرصي؛ مهددًا بتفجيرها، وبعد تداول القضية في المحاكم، قضت جنايات الإسكندرية- الدائرة الرابعة- بالسجن المؤبد على المتهم.
وخلال تنفيذ عملية الاختطاف، ارتدى المتهم حزامًا ناسفًا مزيفًا، فيما ذكر مصدر قضائي أن الاتهامات الموجهة للمتهم- الذي يحق له الاستئناف خلال 60 يومًا- شملت استخدام الترويع والتهديد للسيطرة على طائرة، وخطف ركابها من أجل غرض إرهابي؛ حيث سيطر على الطائرة بأن أشهر لمضيفيها ما بدا أنه حزام محشو بأسلاك بلاستيكية، وجهاز تحكم عن بُعد، ثم طلب إطلاق سراح السجينات المحتجزات في مصر، وأن يتصل بزوجته القبرصية السابقة، قبل أن يستسلم للسلطات القبرصية بعد نحو ست ساعات من الهبوط، عقب إفراجه تدريجيًا عن جميع الركاب والطاقم سالمين.
وكانت وزارة الطيران المصرية، قد أعلنت خطف طائرة تابعة لشركة مصر للطيران على متنها 56 راكبًا، 30 مصريًا، و26 أجنبيًا هم 8 أمريكيين و4 بريطانيين و4 هولنديين وبلجيكيان وواحد فرنسي وآخر إيطالي وثالث سوري و2 من اليونان، إضافة إلى طاقمها المؤلف من 7 أشخاص ورجل أمن؛ حيث كانت في رحلة من الإسكندرية للقاهرة، وتم إجبار قائدها على الهبوط في مطار لارنكا القبرصي.
واعترف المتهم بالجريمة خلال التحقيقات، وذلك لإجبار السلطات على لم شمل أسرته، وإعادة زوجته القبرصية إليه بعد 24 عامًا من انفصالهما، فيما نجحت مصر- وفقًا لاتفاقية تبادل المجرمين مع قبرص- من استعادته ومحاكمته على أراضيها؛ حيث وجَّهت له النيابة العامة الاستيلاء بالتهديد والترويع على وسيلة من وسائل النقل الجوي، وتعطيل سيرها عمدًا وخطفها واحتجازها، وحبس ركابها وأفراد طاقمها؛ تحقيقًا لغرض إرهابي.
والطائرة المصرية المختطفة حينها، كانت من طراز «إيرباص 320»، فيما يعمل الخاطف مدرس تاريخ بمنطقة الظاهر التعليمية بالقاهرة، وقبل ظهور التفاصيل حينها، قالت هيئة الإذاعة القبرصية، إن دوافع مختطف الطائرة المصرية، التى أُجبرت على الهبوط في قبرص؛ ربما تكون شخصية، وأن طليقته مارينا باراشكو، تواجدت في مطار لارنكا بقبرص؛ إثر طلب من طليقها، وذكر شهود عيان آنذاك، أن المختطف ألقى رسالة بالعربية على مهبط الطائرات بالمطار، وطلب تسليمها إلى طليقته القبرصية.
وأقام المتهم حتى 1994 في قبرص، وتزوَّج لاحقًا من القبرصية مارينا باراشكو، قبل أكثر من 28 عامًا، وأسلمت من أجله وأطلقت على نفسها اسم فاطمة، وفي عام 1996 جاءت من قبرص لزيارة الأسرة في مصر، وحدثت مشادة بينها وبين والدة زوجها، غادرت على إثرها القاهرة وذهبت لقبرص بلا رجعة.