الحرب الروسية على أوكرانيا  
مدارات عالمية

أحداث بوتشا.. هل تكون بوابة لمحاكمة الرئيس الروسي بوتين؟

فريق التحرير

أثار مقتل 300 مدني في بلدة بوتشا الأوكرانية، مطالب بفتح ملف جرائم الحرب ومحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية الحرب الروسية التي أطلقتها موسكو ضد كييف والتي دخلت اليوم يومها الأربعين.

لكن خبراء قانونيين أكدوا لرويترز أن ملف محاكمة بوتين أو غيره من القادة الروس، ربما يصطدم بعامل الوقت؛ لأنه قد يستغرق سنوات، وذلك بعد الاتهامات التي وجهتها اوكرانيا للجيش الروسي خلال الحرب التي شنها الأخير ضدها.

أوروبيًا، أبدت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان ودول أخرى، استياءها من الصور المنشورة عن قتلى مدنيين، في وقت تتصاعد تحذيرات الأمم المتحدة من تردي الأوضاع الإنسانية التي يعانيها اللاجئون الأوكرانيون.

وقال رئيس بلدية بوتشا، إن القوات الروسية قتلت 300 من السكان خلال احتلال دام شهرًا للبلدة. وأكد شهود عيان وجود ضحايا في مقبرة جماعية وجثثًا ملقاة في الشوارع.

روسيا نفت وزارة الدفاع في موسكو مزاعم أوكرانيا، ووصفت اللقطات والصور التي تظهر جثث القتلى بأنها عرض مسرحي من جانب نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية

وشددت الوزارة، في بيان، على ان جميع الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها النظام في كييف، ويزعم أنها شاهدة على (جرائم) الجنود الروس في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، هي استفزاز آخر.

وفندت روسيا استهداف المدنيين، ورفضت مزاعم بارتكابها جرائم حرب في حملتها التي وصفتها بأنها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.

وحتى قبل بوتشا، اتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون القوات الروسية باستهداف المدنيين عشوائيًا، واستشهدوا على ذلك بقصف مستشفى للولادة في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، ومبنى لمسرح كان مكتوبًا عليه أنه مخصص لإيواء أطفال.

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الشهر الماضي، إنه فتح تحقيقًا في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا. لكن روسيا وأوكرانيا ليستا من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، وموسكو لا تعترف بالمحكمة.

كما أثارت صورة لجثة رجل مقيد اليدين وقد ألقي به في أحد شوارع بوتشا. حالة غضب كبيرة، حيث تزامن ذلك مع العثور على جثث 20 مدنيًا على الأقل ملقاة في شارع واحد.

على وقع النفي الروسي، تستمر وكالات الأنباء في نشر اللقطات المصورة التي توثق الفظائع المتهم بارتكابها الجيش الروسي في مدينة بوتشا الأوكرانية وسط تصاعد الغضب الدولي والإدانات المقرونة بتعهدات باتخاذ خطوات عقابية إزاء موسكو.

ولا تزال الأنباء الواردة من بوتشا التي زارها، اليوم الإثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، تثير موجات من الصدمة حول العالم؛ حيث تحدث عدد من الزعماء الغربيين عن إبادة جماعية محتملة ارتكبتها القوات الروسية في المدينة.

ومن بوتشا، اعتبر زيلنسكي أن جرائم حرب سيُعترف بها على أنها إبادة جماعية ارتكبت فيها، مشيرًا إلى أن ماريوبول، شرقي أوكرانيا، شهدت مآسي فظيعة أيضًا.

وكانت القوات الأوكرانية حررت بوتشا وإيربين قرب العاصمة كييف من جهة الشمال الغربي، اللتين كانت القوات الروسية سيطرت عليهما عقب بدء الغزو في 24 فبراير الماضي؛ لتتوالى على أثر ذلك الأدلة عن جرائم حرب محتملة.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأنه تم العثور على جثث 410 من المدنيين في بلدات حول العاصمة كييف كان الأوكرانيون قد تمكنوا من استعادتها من الروس، وفق ما أعلنت النائبة العامّة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا الأحد، في وقت نفى الروس ارتكاب جرائم حرب.

وفي بوتشا وحدها، وجد صحفيون تابعون للأسوشيتدبرس 21 جثة، وبدا أن تلك الجثث أطلق عليها النار من مسافة قريبة. وكانت أيدي جثتين في الأقل مقيدة إلى الخلف.

مرر للأسفل للمزيد