على طريقة «كاد المريب يقول خذوني»، ربطت مصادر «عاجل»، بين «زلة لسان» خلال تصريحات رسمية صادر عن القائد العامّ لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، قبل ساعات، وبين الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية «سابيتي»، في عرض البحر الأحمر، وسط مزاعم من وسائل الإعلام الإيرانية، التى كانت أول من نقل الخبر، اليوم الجمعة، بأن «الهجوم إرهابي»، وأنه تم بـ«صواريخ».
وفضح القائد العامّ لقوات الحرس الثوري الإيراني نظامه، عندما قال بحسب وكالة «مهر»، الإيرانية الرسمية، إنه «على قوى العالم أن تعلم بأنها لو أرادت التلاعب بمصيرنا سنتلاعب نحن أيضًا بمصيرها...»، وذلك خلال مشاركة اللواء حسين سلامي في الملتقى السادس للزوارق السريعة بجامعة «الخامنئي»، للعلوم والتقنيات البحرية في زيباكنار بمحافظة كيلان شمال ايران.
ونبّه قائد قوات الحرس الثوري الإيراني إلى أن «نطاق البحر سيكون ساحة المواجهة الرئيسية مع الأعداء، وأنه على القوة البحرية رفع قدراتها أكثر فأكثر لتحقيق مزيد من الاقتدار»، وأوضح أن «أكثر التكنولوجيا الدفاعية المتطورة باتت اليوم تحت تصرف إيران والحرس الثوري في ما يتعلق بالسفن والتجهيزات الحربية والارتقاء بها».
وقال قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، إن «قدرة التخفي تشكل الميزة الأهم للسفن والمعدات الحربية الإيرانية، وأن نظرتنا التكنيكية والتكتيكية تساعدنا في تصنيع السفن الحربية والارتقاء بها.. علينا التحرك نحو تصنيع الزوارق الحربية المسيّرة.. التوصل إلى مثل هذا الإنجاز ممكن في ضوء التكنولوجيا التي نمتلكها...».
وتفضح هذه التفاصيل دور طهران في تفجير الناقلة الإيرانية، اليوم الجمعة، للخروج من الورطة التى تعيشها الحكومة والنظام بعد الاعتداء المباشر على منشآت نفطية سعودية تابعة لشركة أرامكو، في الرابع عشر من سبتمبر الماضي، ما تسبب في ردود فعل دولية، حيث أيدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية في إلقاء اللوم على إيران؛ بسبب مسؤوليتها عن الهجوم على منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو السعودية.
إلى ذلك، قالت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، منذ قليل، إنه «تمت السيطرة على تسرب النفط من الناقلة الإيرانية التي تعرضت لانفجار في البحر الأحمر، وأنه لا إصابات نتيجة الانفجار»، وزعمت الشركة أن «الناقلة تعرضت لاستهداف بصاروخين مما تسبب في الانفجار»، بينما أوضح التلفزيون الإيراني إلى أن «الانفجار ألحق أضرارًا بصهريجين في الناقلة».
وقال التلفزيون الإيراني الرسمي، إن «صاروخين أصابا ناقلة النفط سابيتي، المملوكة للدولة، ما أشعل بها النيران بها»، وسارعت وسائل الإعلام الإيرانية قبل أي تحقيقات إلى وصف الحادث بأنه «هجوم إرهابي»، وأن «الانفجار أسفر عن أضرار بالغة بالناقلة وتسرب نفطي في البحر الأحمر».
وأكدت وكالة «نور»، الإيرانية للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن «طاقم الناقلة الإيرانية التي وقع بها انفجار وشبت فيها النيران في البحر الأحمر بخير»، وأن «الوضع تحت السيطرة، ولم يصب أي فرد في الطاقم جراء الانفجار.. الوضع تحت السيطرة».
يذكر أن إيران وجماعة الحوثي الانقلابية في اليمن استهدفوا خلال العامين الماضيين العديد من السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر والخليج العربي، بأسلحة متعددة، ورجحت جهات دولية أن قوات الحرس الثوري الإيراني مسؤولة بشكل مباشر تهديد الملاحة البحرية.
وكانت القوى الدولية الكبرى قد كاشفت النظام الإيراني بجريمته ضد شركة أرامكو، وأصدرت الدول بيانًات متتابعة، تؤكد أن «إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم.. لا يوجد أي تفسير معقول آخر...»، بينما وجّه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الشكر للبلدان الأوروبية على بيانها الذي وجه اللوم لإيران، إلى ذلك، قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، براين هوك، إن «إيران هي المسؤولة عن هجوم أرامكو، وقد تجاوزت كافة الخطوط بالهجوم الذي كان معقّدًا ويفوق قدرة الحوثيين، وأن الحرس الثوري الإيراني يدعم كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة».
وأضاف «هوك»: «تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية خطوة تاريخية.. الإيرانيون يتحدثون عن الدبلوماسية ويقومون بأعمال إرهابية، وهناك دور للحرس الثوري في اليمن.. إيران تدعم الجماعات الإرهابية في القارات الخمس وحرسها الثوري يصدر الثورة للعراق وسوريا ولبنان.. زود حزب الله بالصواريخ والمال...».
وكانت وزارة الدفاع السعودية قد أعلنت، أنّ الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو «جاءت من الشمال، بدعم من إيران»، وقال العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم الوزارة: «المملكة تؤكد قدرتها على الدفاع عن أراضيها»، وعرضت الوزارة صورًا لبقايا صواريخ استهدفت معملي أرامكو في البقيق وهجرة خريص، مؤكدة: أن لديها «أدلة على تورط إيران في أعمال تخريب في المنطقة عبر وكلائها»، وأكد العقيد المالكي، امتلاك السعودية أدلة على الهجوم لم ينطلق من اليمن.