مدارات عالمية

أردوغان يواصل سياسية «الحديد والنار» ضد الأكراد.. والضحية «رؤساء بلديات»

بيان سابق التجهيز من الداخلية يزعم دعمهم للإرهاب

فريق التحرير

ضمن خطواته الديكتاتورية– على حد وصف مراقبين- لإحكام قبضته على مفاصل الدولة، بسياسة الحديد والنار، التى ينتهجها ضد كل التيارات والقوى السياسية المحلية، لاسيما المعارضين لهيمنة حاشيته على الحكم، واصل الرئيس التركي، رجب أردوغان، التضييق على الأكراد، وأقدم على خطوة درامية شملت إقالة رؤساء البلديات الممثلين لحزب الشعوب الديمقراطي.

وعبر بيان سابق التجهيز، قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الاثنين: إنه «تمَّ إقالة رؤساء بلديات مدن ديار بكر وفان وماردين جنوب شرقي البلاد بسبب تحقيقات تتعلق بالإرهاب في جرائم مختلفة، بما في ذلك الانضمام لمنظمة إرهابية، ونشر دعاية لجماعة إرهابية»، دون أن تقدّم «الداخلية» أي أدلة تدين المسؤولين الذين تمَّت إقالتهم.

وتأتي هذه الخطوة في ضوء حملة التطهير التي يقودها نظام أردوغان، عبر اتهامات بدون أدلة لتبرير العصف عملية العصف بالمعارضة، والانتهاكات المستمرة في ظل المطالبات الكردية بمنحهم حقوقهم السياسية والحفاظ على هويتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، لكن نظام أردوغان يرفع شعارات براقة تغازل البسطاء لتبرير الاعتداءات على الأكراد، إذ تعتقل قوات الشرطة المئات من القيادات الكردية في جميع أنحاء البلاد، واتهمتم بـ«خيانة الوطن».

وشكّلت الأزمة الكردية، منذ عام 1974، واحدةً من أكثر أزمات تركيا بعد أن رفض الأتراك منح الأكراد شيئًا من حقوقهم، ما دفع مجموعات كردية للمقاومة المسلحة تحت قيادة عبدالله أوجلان، واستمرَّت الأوضاع على هذا النحو المتأزم حتى أعلنت أنقرة عام 1984 حزب العمال الكردستاني كيانًا إرهابيًّا لتطلق أنقرة عدة عمليات عسكرية شهدت فيها انتهاكات لسيادة العراق خلال فترة الحصار، التي فرضتها الولايات المتحدة على الجمهورية العراقية بعد عام 1991.

وعندما أجرت تركيا استفتاءً على تعديلات دستورية منحت أردوغان صلاحيات أكثر وضاعفت من هيمنة حزبه (العدالة والتنمية) على مفاصل الدولة التركية، حاول في أبريل 2017، استمالة الأكراد في عاصمتهم (ديار بكر) لإقناعهم بالتصويت بـ«نعم»، وتغنّى بشعارات واهمة أمام أنصاره عن حرصه على تحقيق السلام.

استمالة النظام التركي للأكراد للموافقة على التعديلات تجلّت في تصريح لافتٍ أدلى بها آنذاك، شكري قرباتاه مستشار أردوغان الذي تحدّث فيه عن ضرورة تعديل نظام الحكم الإداري لتمهيد الطريق أمام طرح نظام الولايات (النموذج الصيني)، ومع أنَّ هذه التصريحات كان لها أثرها في زيادة أصوات الكرد المؤيدين للتعديلات، قد أثارت غضب القوميين الأتراك، ودفعت أكثرهم إلى معارضة التعديلات على الرغم من تأييد قيادة حزب الحركة القومية لها.

لكن هذه المغازلة لم توقف الانتهاكات التركية ضد الأكراد، والتي لم تتوقّف- بحسب مصادر كردية– على أعمال قتل واعتداءات مروعة واعتقالات بالآلاف، بل وصلت في السنوات الأخيرة كذلك إلى التنكيل بالجثث وتدمير المقابر، وتحديدًا في مناطق كمكم، جزير، سور، نصيبين وغيرها من المناطق الكردستانية.

وفي 2015، تسبّب الصوت الكردي في الإطاحة بحلم أردوغان لتعديل الدستور من أجل تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، وذلك بعد «سلام مؤقت»، لكنّ الرئيس التركي انتقم مما حدث، حيث استغلّ هجومًا نُسب لتنظيم داعش الإرهابي واستهدف ناشطين أكراد في تركيا ذريعة لردّ الصاع الصاعين عبر إضعاف الكرد من جهة واستقطاب القوميين الأتراك من جهة أخرى.

كما امتدَّ الاستهداف التركي للأكراد إلى الخارج أيضًا، إذ استغلّ أردوغان الحرب على الجماعات المتطرفة في سوريا وأطلق عملية عسكرية باسم «درع الفرات» تستهدف الأكراد بشكل رئيسي،  وفرض الجيش التركي سيطرته على كامل المنطقة ورفع فيها العلم التركي، وفي العراق تدخّلت تركيا أيضًا لإفشال استفتاء انفصال إقليم كردستان في 2017.

مرر للأسفل للمزيد