ألزمت محكمة أمريكية، إيران بدفع تعويضات بقيمة مليوني دولار لعدد من العائلات المتضررة من هجمات 11 سبتمبر 2001، الإرهابية، وذلك في القضية التي أقيمت نيابة عن المدعين في بورلنجام بمدينة في كاليفورنيا، ضد طهران.
وأسست المحكمة حيثيات حكمها على الضرر المعنوي الذي تكبدته عائلات الضحايا جراء الألم والمعاناة التي عاشوها جراء فقدانهم عائلاتهم؛ ما يؤكد حقهم في احتساب الفائدة بمعدل 4.96% سنويًّا، منذ عام 2011، ويتضاعف حتى تاريخ صدور الحكم في 7 يناير الجاري.
وتضمن الحكم أمرًا ومبدأ قانونيًّا أصدره قاضي محكمة الولايات المتحدة المحلية للمنطقة الجنوبية من نيويورك، جورج. ب دانيلز، بالسماح للمدعين في بورلنجام بتقديم طلب لاحق للحصول على تعويضات عقابية تتفق مع أي أحكام مستقبلية صادرة عن ذات المحكمة.
كما سمح القاضي للمتضررين الذين لم يتقدموا (حتى الآن) بدعاوى للحصول على تعويضات اقتصادية بتقديم طلبات مستقبلًا، تأسيسًا على ذات المبادئ القانونية الصادر بموجبها الحكم.
وكانت نفس المحكمة ألزمت طهران والحرس الثوري والبنك المركزي الإيراني في وقت سابق بدفع 6 مليارات دولار كتعويض لأقارب نحو 1000 من ضحايا هجمات 11 سبتمبر، وفصَّلت المحكمة المبالغ المستحقة كتعويضات لأسر الضحايا بأن يتحصل الزوج أو الزوجة 12.5 مليون دولار، و8.5 مليون دولار للوالدين، و8.5 مليون دولار لكل طفل، و4.25 مليون دولار لكل شقيق، على أن يحق للمدعين طلب تعويضات تأديبية مستقبلًا جراء ما عانوه من آلام فقدان ذويهم.
وكانت تقارير إعلامية كشفت إدانة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي كمتهم ثانٍ، بالإضافة إلى «حزب الله» كمتهم ثالث في تفجيرات 11 سبتمبر، والتي أدين فيها أسامة بن لادن قبل مقتله كمتهم أول في تنفيذها، فضلًا عن إدانة 6 شخصيات وجهات إيرانية، قدمت دعمها المادي واللوجيستي لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، بينهم خامنئي، ووزير المخابرات علي فلاحيان، ونائب قائد الحرس الثوري، العميد محمد باقر ذو القدر، وعماد مغنية، أحد قادة ميليشيا حزب الله.
وكان معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني أكد في مقابلة مع التليفزيون الإيراني الرسمي أن إيران سهلت مرور عناصر تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، الأمر الذي اعتبرته واشنطن اعترافًا سافرًا بتورط إيران في الهجمات.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في يوليو 2018 أنها تعتبر تصريحات لاريجاني اعترافًا إيرانيًّا في تسهيل الهجمات الإرهابية على برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك؛ حيث قال مصدر بالوزارة لصحيفة «فري بيكن»: إن تصريحات لاريجاني تمثل اعترافًا لما كانت تؤكد الحكومات الأمريكية منذ زمن طويل حول مساعدة إيران لمهاجمي القاعدة من أجل مرورهم عبر الشرق الأوسط.
وقال المسؤول الأمريكي -حينئذ- نفهم من هذا الحديث أن مسؤولًا إيرانيًّا أكد ما تم توثيقه سابقًا في تقرير لجنة 11 سبتمبر، مما يدعم رواية استخباراتية مفادها، أن مسؤولين إيرانيين ساعدوا في إخفاء سفر أعضاء في تنظيم القاعدة من وإلى دول المنطقة، بما في ذلك بعدم ختم جوازات سفرهم.