تتواصل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لتدخل شهرها الثاني على التوالي، مع غياب أي أفق لحلول سياسية، وفشل جولات المباحثات المنعقدة في بيلاروسيا في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
ومع تصاعد وتيرة الأزمة، يتسائل بعض المراقبين ما إذا «ورطت الولايات المتحدة أوكرانيا في الحرب مع روسيا، وحاولت، إلى جانب دول حلف شمال الأطلسي دفع كييف لاستفزاز موسكو»، خصوصًا مع تقاعس الإدارة الأمريكية عن إرسال قوات قتالية إلى كييف والتأكيد مرارًا على تفادي أي مواجهة مباشرة مع موسكو.
كما رفضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي «ناتو» حتى الآن الاستجابة لمطالب أوكرانيا وفرض منطقة حظر جوي فوق البلاد، لما ينطوي هذا التحرك على مواجهة عسكرية مباشرة على روسيا لفرض القرار.
هذا بالإضافة إلى إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بأن قضية انضمام أوكرانيا إلى الحلف أمر غير وارد في الوقت الراهن.
وفي هذا الصدد، نفى محللون سياسيون في تصريحات لشبكة «العربية»، أن تكون أوروبا أو الولايات المتحدة هي من استفز روسيا لشن عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا، لافتين إلى أن الأمر من البداية جزءًا من طموحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إعادة إحياء الامبارطورية الروسية من جديد.
وفي تصريحات لبرنامج «عسكريتاريا» المذاع على قناة «العربية»، يقول المحلل السياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، جون شيبمان: «لا أعتقد أن هذا صحيح فالدول الأوروبية والولايات المتحدة كانت تركز خلال جائحة كوفيد 19 على تعزيز تجمعاتها وتقوية اقتصادياتها».
وأكد شيبمان أن «الغزو الروسي لأوكرانيا حدث دون أي مصوغات، والقول إن فتح الباب أمام أوكرانيا للانضمام إلى حلف ناتو هو ما استفز روسيا غير صحيح.. فالوقائع واضحة. هذا الهجوم كان بلا مصوغ حقيقي ولم يقم أي طرف باستفزاز روسيا بل كان الأمر جزء من طموحات بوتين إحياء الإمبرطورية الروسية من جديد».
ويؤكد المحلل السياسي أن «النظام الأمني الأوروبي سيحرم بوتين من تحقيق طموحاته التوسعية. هناك إجماع أوروبي على ضرورة إفشال هذا الغزو العسكري لبوتين. تلك هي الأولوية الاستراتيجية لأوروبا والولايات المتحدة».
وفيما يتعلق بالاعتماد الأوروبي على المنظومة الأمنية الأمريكية، أوضح شيبمان أن «استقلالية أوروبا في الدفاع عن أمنها تكلفها 387 مليار يورو سنويا، ولهذا أوروبا تحتاج عشرة أعوام على الأقل لتستقل دفاعيًّا عن الولايات المتحدة».