مدارات عالمية

روحاني- خامنئي.. صراع السلطة يهدد بكارثة نووية

وفق قناة "إي آر دي" الألمانية..

فريق التحرير

حذر تقرير من نتيجة الصراع بين رجال المرشد الإيراني، على خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث يستخدم ملف السلاح النووي والصواريخ الباليستية كوقود فتاك في المعركة بين الفريقين، ما ينذر بتفجير كارثة نووية بالمنطقة إذا ما انتصر فريق المحافظين وجناحه العسكري، في الحرس الثوري.

وقال برنامج تاجس شاو (المذاع على قناة إي آر ديه الألمانية)، إن الرئيس الإيراني يحاول المهادنة مع واشنطن لعله يحرز انتصارًا دبلوماسيًّا معها يعينه على معركته الداخلية، وربما تحدد عودة جو بايدن للبيت الأبيض في تعامل مختلف مع الاتفاق النووي، وبالتالي رفع العقوبات عن طهران، قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو 2021.

يحدث هذا فيما استبعاد المعتدلين إلى حد كبير من الانتخابات البرلمانية ولم يعد روحاني بإمكانه الترشح مرة أخرى بعد فترتين في المنصب، ومن ثم فالمحتمل جدًا أن يأتي رجال إلى السلطة مجددًا.

وأقرت غالبية أعضاء البرلمان مؤخرًا قانونًا ضد معارضة روحاني، يدعو إلى زيادة تخصيب اليورانيوم والانسحاب من الاتفاق النووي. إنها اللعبة القديمة للشرطي الجيد والشرطي السيئ التي تُقام في طهران.

وقبل أيام قليلة، وصف روحاني تغيير الرئيس في الولايات المتحدة بأنه "فرصة" للعودة إلى الاتفاق النووي. وشدد ووزير خارجيته جواد ظريف مرارًا وتكرارًا في الأسابيع الأخيرة على أن حكومته مستعدة للتفاوض مع الحكومة المستقبلية برئاسة جو بايدن.

لكن صراعًا داخليًا على السلطة يلقي بظلاله حاليًا على هذا المشروع.  فقانون البرلمان الجديد ينتهك الاتفاقية النووية من جميع النواحي. ووفقًا له، فإن المنظمة النووية الإيرانية ستنتج وتخزن 120 كيلوجرامًا من اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة سنويًا، ودرجة التخصيب الحالية أقل بقليل من خمسة بالمئة، كما أن وصول المفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب الامتثال للاتفاقية، إلى المنشآت النووية الإيرانية سيكون مقيدًا أو حتى محظورًا.

لكن الحكومة تنتقد القانون، وقد رفض الرئيس روحاني حتى الآن التوقيع عليه. وفي اجتماع لمجلس الوزراء حث البرلمان على "ترك هذه الأمور لمن لديهم خبرة دبلوماسية ناجحة".

يقول بورزو دراغاهي (الخبير في الشأن الإيراني بمعهد أتلانتك للأبحاث): هكذا تدور الأمور في طهران. لا ينبغي أن يكون هناك مزيد من النجاحات في عهد روحاني.. هناك معركة جارية داخل نخبة النظام في الوقت الحالي.

المتشددون متوترون للغاية مع فوز بايدن في الانتخابات، يرون إمكانية إحياء الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع الغرب. وذلك قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في  إيران. إنهم لا يريدون ترك المعتدلين حول روحاني يفلتوا بمثل هذا النجاح الدولي.

وقد اعتُبر اتفاق 2015 أعظم نجاح للحكومة المعتدلة في عهد الرئيس روحاني. تم رفع العديد من العقوبات الدولية المفروضة على البلاد كجزء من الاتفاق النووي، الذي من المفترض أن يمنع إيران من صنع قنبلة ذرية. تنفس أجزاء كبيرة من السكان في إيران الصعداء.

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في عهد سلفه باراك أوباما بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق" وانسحب في ربيع 2018. منذ ذلك الحين كان هناك وابل مستمر من العقوبات الجديدة. يريد ترامب أن يُركع الجمهورية الإسلامية على ركبتيها بسياسة شديدة القسوة.

هذا بالضبط ما تعتمد عليه إيران دائمًا، كما يوضح عالم السياسة في برلين علي فتح الله نجاد، لأن القانون الحالي الخاص بتخصيب اليورانيوم ليس موجودًا فقط لوضع العراقيل في طريق حكومة روحاني: "بهذا القانون، تريد إيران أيضًا زيادة قدرتها التفاوضية، وغالبًا ما كانت هذه استراتيجية إيرانية، حسب إجماع النخبة فيها".

وأعربت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى، عن قلقها العميق بعد التصديق على القانون الجديد، وقد دعا إعلان مشترك لوزراء الخارجية إيران إلى عدم تعريض الاتفاق النووي للخطر.

لكن في النهاية، لا تستطيع إيران تحمل ذلك، كما يعتقد فتح الله نجاد، كون "النظام يعتمد على تخفيف العقوبات".  والمقصود إضافة نقاط في الاتفاقية مثل توسيع البرنامج الصاروخي، وكذلك التنازلات فيما يتعلق بحقوق الإنسان في البلاد، فهي ليست قضية في الاتفاقية الأصلية.

وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن في مقابلة مع "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع أنه يريد توسيع الاتفاقية بهذا الاتجاه على المدى الطويل، وقال: عليك أولاً أن تجد طريقك للعودة إلى الاتفاقية الأصلية.

مرر للأسفل للمزيد