البرنامج النووي الإيراني 
مدارات عالمية

فورين بوليسي: طهران تتمسك بـ«الحلم النووي» رغم اقتصادها المثير للشفقة

فريق التحرير

بعد أكثر من عقدين من الزمن، يجد الغرب بقيادة واشنطن نفسه غير قادر على وقف "الحلم النووي" التي استمرت فيه إيران رغم أن اقتصادها في وضع "يرثى له".

ويقول خبراء إن إيران على بعد أسابع فقط من تحقيق القدرة على صنع قنبلة نووية، وفق ما تنقل مجلة "فورين بوليسي".

وهذا الأسبوع، وبعد أن صاغت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا قرارًا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد عدم تعاون إيران. وصودق على القرار بأغلبية ساحقة، وإيران ردت بغضب بإغلاق عدد من كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجددت خططا لتحديث تخصيب اليورانيوم، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إنه قد يكون "ضربة قاتلة" للاتفاق.

وقالت المجلة، إن الوضع في إيران لن يؤثر على "الحلم النووي" للقادة الدينيين للبلاد. وتقول المجلة إن الاستراتيجية الأميركية تعتمد الآن على الأمل فقط. ويصف خبراء العقدين الأخيرين من العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بفترة من "الفرص الضائعة".

من جانبه، قال حسين باناي، الباحث في العلاقات الدولية في جامعة إنديانا: "النهج الباهت تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة، بدوره، مكن المحافظين المتشددين في طهران من تبني سرد عن الصفقة يدور حول سوء النية الأميركية والتواطؤ الأوروبي في الضغط فقط على إيران للحصول على تنازلات".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنل" في تقرير إن إدارة بايدن حصلت هذا الأسبوع على دعم دولي للوم إيران لعدم تعاونها مع محققي الأمم المتحدة النوويين. لكن مع ذلك، لا يزال البيت الأبيض يريد إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي لا طائل منه دون محاسبة مناسبة لمخالفات إيران النووية والتحقق منها.

ويقول التحليل إن "هناك عددًا قليلًا من الخيارات الجيدة عند التعامل مع الدول المارقة التي تمتلك القنبلة أو تريدها، ولكن مكافأة إيران على سلوكها الخبيث هو الأسوأ حتى الآن".

ودعت برلين ولندن وباريس، الخميس، في بيان مشترك طهران إلى "إنهاء التصعيد النووي" و"القبول الآن بشكل عاجل بالتسوية المطروحة على الطاولة" منذ مارس لإحياء اتفاق 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من صنع قنبلة ذرية.

وكانت إيران قبل صدور القرار حريصة على تجنب المواجهة مع الوكالة الذرية، لكن هذه المرة أظهر الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي غضبه.

وقال رئيسي "لن نتراجع عن مواقفنا لأن إصدار قرارات كهذه لم يجد نفعا ولم يحقق أهدافه"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.

وأعربت واشنطن عن قلقها من "استفزازات" طهران، وحذرت على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن من "أزمة نووية متفاقمة" و"زيادة العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران".

وإضافة إلى تعطيل الكاميرات، أبلغت إيران الوكالة بأنها اتّخذت خطوات أخرى من ضمنها نصب جهازي طرد مركزيين في موقع نطنز، بما يعزز بشكل كبير قدرتها على تخصيب اليورانيوم.

وانتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده القرار. وكتب على تويتر أنّ لدى ايران "البرنامج النووي السلمي الأكثر شفافيةً في العالم".

وأبرمت طهران مع القوى الكبرى اتفاقا بشأن برنامجها النووي في 2015، أتاح رفع عقوبات مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها.

إلا أنّ الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على طهران في إطار سياسة "ضغوط قصوى". وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

مرر للأسفل للمزيد