مدارات عالمية

باحث بمعهد جيتستون للدراسات: الصين تتعمد إهانة الدبلوماسيين الأمريكيين

فريق التحرير

بالرغم من المحاولات الحثيثة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة الأامريكية والصين، إلا أنه ما زالت تطفو على السطح من حين لآخر تصرفات على مختلف المستويات لا يمكن إغفالها، أحدثها ما شهدته زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان مؤخرا للصين.

وقال الباحث والكاتب الأمريكي جوردون ج. تشانج، أحد كبار زملاء معهد جيتستون للأبحاث والدراسات السياسية وأحد أعضاء مجلسه الاستشاري، إن بكين استغلت الاجتماع مع نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان مثلما استغلت الاجتماع الذي يعد سيئ السمعة الأن والذي عُقد في شهر مارس الماضي في انكوراج بولاية الاسكا الأمريكية ليس من أجل التعاون مع الولايات المتحدة ولكن لتشن حملة دعاية ضد واشنطن.

واتهم نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنج، بشكل علني الولايات المتحدة بأنها تحاول القضاء على النظام الصيني، قائلًا: "هناك حملة من جانب حكومة بأكملها ومجتمع بأكمله يتم شنها لإسقاط الصين".

ووفقا لما ذكرته صحيفة "تشيانا ديلي" خلال زيارة شيرمان، ذهب شيه إلى أبعد من ذلك حيث سلم شيرمان خلال اجتماعهما قائمتين، تحتويان على ما تم وصفهما بمطالب بكين.

وقالت صحيفة " ساوث تشاينا مورنينج بوست "التي تصدر في هونج كونج، إن الصين أعطت للمرة الأولى الولايات المتحدة قائمة بخطوط حمراء وإجراء تصحيحي يتعين عليها اتخاذه لإصلاح العلاقات.

وذكر تشانج أن بكين كانت قد عرضت في بادىء الأمر على الدبلوماسية الأمريكيةريكية، التي كانت على وشك القيام برحلة إلى اليابان وكوريا الجنوبية ومنغوليا، الاجتماع مع شيه الرجل الخامس في الترتيب الهرمي في وزارة الخارجية.

وردًا على ذلك ألغت وزارة الخارجية الأمريكية التوقف في الصين، بسبب هذه الإهانة المتعمدة لشيرمان التي تحتل المرتبة الثانية في الوزارة

ووافق الجانب الأمريكي على عقد اجتماع في الصين فقط بعدما عرضت بكين اجتماعا لشيرمان مع وزير الخارجية وانج يي، وهو الرجل الثاني في النظام الصيني والذي يعد نظيرا لـ"شيرمان".

وجاءت هذه الإهانة انعكاسا لمحاولة بكين إهانة وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن في وقت سابق العام الجاري.

ويقول تشانج إن الرئيس جو بايدن مخطىء بصفة خاصة لمنحه الصينيين، بدون داع، فرصة للتمتع بنفوذ.

مناورة صينية 

ومن جانبه قال يوجيش جوبتا، وهو دبلوماسي هندي سابق ومتخصص في العلاقات الهندية الصينة، لصحيفة ساوث تشانيا مورنينج بوست - في إشارة إلى اجتماع شيرمان – إن الزعماء الصينيون يعطون الانطباع بأن الولايات المتحدة تسعى للحصول من الصين على ما هو أكثر مما تسعى الصين للحصول عليه من واشنطن.

وأضاف جوبتا: "هذه المرة، الأمريكيون كانوا في موقف الدفاع حيث كانوا يسعون للحصول على تعاون بكين بشأن مجموعة من القضايا، تشمل تغير المناخ وكوريا الشمالية وإيران وافغانستان وغيرها، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تسعي للدخول في صراع".

وعلى مدى عقود، لم يستخدم الرؤساء الأمريكيون الأدوات التي تحت تصرفهم في التعاملات مع بكين.

بل على العكس، أعطى معظمهم قادة الصين بصورة أساسية حق النقض(الفيتو) بشأن السياسة الأمريكية من خلال القول أن التعاون الصيني شئ جوهري للغاية.

وتابع تشانج: "إن الصينيين في الحقيقة ليسوا بهذه الدرجة من الأهمية ولا يتعين على الزعماء الأمريكيين أن ينصتوا إليهم، فإذا تم النظر إلى اقتصادهم، سنجد أنه في العام الماضي أصبحت الصين أكثر اعتمادا على الصادرات ولا تزال تعتمد بشكل استثنائي على الوصول إلى السوق الأمريكية".

الصين تحتاج أمريكا أكثر

في عام 2020، سجل الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة نسبة مذهلة بلغت 58% من إجمالي فائضها التجاري.

وعلاوة على ذلك، أصبحت الأسواق المالية الصينية حتى أكثر اعتمادا على رأس المال الأجنبي بسبب هجوم الرئيس الصيني شي جين بينج الشديد على قطاع التكنولوجيا في بلاده.

وبدأ شي المرحلة الأحدث من هجومه على مدى شهور بالوقف غير المسبوق في اللحظة الأخيرة للطرح الأولي لشركة آنت جروب في شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي والذي كان من المقرر أن يكون الأكبر في العالم بقيمة 5ر39 مليار دولار.

وفي العام الجاري، أزال شي أكثر من 140 مليار دولار من قيمة عمالقة التكنولوجيا الصينية المسجلة في بورصات أمريكية خلال الاسبوع الأخير من شهر تموز/يوليو فقط ويعتقد معظم المحلليين أن هذه المذبحة سوف تستمر.

ونتيجة لذلك، فإن الصين تفتقر للمال وفي حاجة لنقد أجنبي لتعوض ما تم خسارته بالفعل، وما سوف يتم خسارته بينما يواصل شي تقويض شركات التكنولوجيا العملاقة في بلاده.

ويستطيع بايدن استخدام سلطاته الكبيرة بموجب قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية لعام 1977، أو ،أذا كان حتى أكثر جسارة، قانون التجارة مع العدو لعام 1917، لوقف التجارة مع الصين و منع ضخ الاستثمارات في الأسواق الصينية، مما ينهى إلى الأبد بشكل قاطع التهديد الذي تشكله الصين.

وقد فشلت محاولات بايدن لإقامة علاقة عمل مع الصين كما يظهر ذلك بجلاء اجتماع شيرمان في الصين، وأن افضل وسيلة لاتباعها تجاه نظام الصين هى عدم التعامل معه.

ووفقا لتشانج، لا معني من تقوية الصين بالموارد الأمريكية، بصفة خاصة عندما لم تظهر بكين اهتماما بإجراء حوار أو إقامة علاقة بناءة مع واشنطن، ولم يعد شي جين بينج يرغب في تقبل أمريكا أو الوصول لحلول وسط مع الأمريكيين.

واختتم تشانج تقريره بقوله إن ويندي شيرمان أدركت لتوها أن دبلوماسيي الصين نصبوا كمينا لها، ويجب أن يكون هناك رد على ذلك، وحان الوقت لأن نقول لبكين "كفى".

اقرأ أيضا: 

مرر للأسفل للمزيد