الحرس الثوري الإيراني 
مدارات عالمية

إيران تضغط لشطب الحرس الثوري من القائمة السوداء.. هل ترضخ واشنطن؟

فريق التحرير

قبل 3 أعوام، أدرجت واشنطن الحرس الثوري الإيراني على قائمتها السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية، لكن خلال مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا 2022، اشترطت طهران شطب اسم الحرس من القائمة.

ولطالما وصف عسكريون أمريكيون الحرس الثوري بـ"العامل الخبيث"؛ ورغم ذلك تمضي المفاوضات نحو رفع اسمه من قائمة الإرهاب.. فهل ترضخ الإدارة الأمريكية لطلبات نظام "الملالي"؟

يقول فرزين نديمي، الباحث في معهد واشنطن حول الحرس الثوري الإيراني، إن إيران أولت كثيرًا من الاهتمام لمسألة شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، التي تعدها وزارة الخارجية الأمريكية.

وأضاف "نديمي"، أن السبب في ذلك يعود إلى البعد الرمزي إلى حد كبير لخطوة من هذا القبيل، علاوة على أهمية الحرس الثوري الإيراني باعتباره الركن الأساسي، للنظام الديني في إيران، بحسب "العربية".

وتابع: "حقيقة الأمر هي أن الحرس الثوري قد خضع للعقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة منذ عام 2007، وخضع فيلق القدس التابع للحرس الثوري أيضا لعقوبات فرضتها عليه كل من وزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأمريكية، كما أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات أخرى على الحرس الثوري منذ عام 2010 على الأقل".

وأكد الباحث في معهد واشنطن، أن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية قد تكون له فائدة محدودة من الناحية العملية، غير أن الإجراء سيكون ذا دلالة رمزية كبيرة، بالنسبة لنظام الملالي لما يراه من رمزية في الخطوة التي سوف تمنحه كذلك دفعة معنوية، نظرًا لأهمية الحرس الثوري كداعم للنظام الإيراني برمته.

الخطوة الأمريكية المزعومة تذكر بخطوة مماثلة في اليمن؛ مع رفع جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من القائمة نفسها، وهو ما أدى إلى زيادة أنشطتها الإرهابية في المنطقة.. ليطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت واشنطن تعول على ضمانات كافية من النظام الإيراني.

يرى "نديمي" أن رفع الحرس الثوري من قائمة العقوبات لن تكون له تداعيات إيجابية على صعيد أمن المنطقة والخليج؛ حيث سيستمر في دعم الجماعات التابعة له وبالتالي سيفتقر إحياء الصفقة لأي آثار إيجابية على المنطقة، حتى لو قدمت إيران وعودًا للمجتمع الدولي، وسيبقى ذلك مجرد حبر على ورق، بل إنها ستجد طرقًا للاتفاف على ما تتعهد به، لا سيما أن لها ميليشيات كثيرة في العراق استثمرت فيها مثل أذرع أخرى في سوريا وغيرها.

ورغم أن إيران أنفقت منذ عام 2012 نحو 16 مليار دولار، حصل حزب الله اللبناني وحدة منها على 700 مليون دولار سنويًا، من أجل زعزعة الاستقرار وتقوية أذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، إلا أن طهران تواصل الضغط على أمريكا لشطب الحرس الثوري من القائمة السوداء.. فهل ترضخ واشنطن؟

الولايات المتحدة من جانبها، جددت تأكيداتها بأن الحرس الثوري الإيراني سيظل خاضعًا للعقوبات ولن يتم إزالته من لائحة الإرهاب.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، في مؤتمر في الدوحة، أمس السبت، أنّ عقوبات بلاده على الحرس الثوري الإيراني ستبقى بغض النظر عن الاتفاق النووي أو عن مسألة إبقاء هذه القوة المسلحة مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية.

مرر للأسفل للمزيد