تمثل مدينة بن قردان نقطة انطلاق الشباب التونسي للانضمام إلى الجماعات الجهادية خارج تونس؛ حيث تنشر بها جماعات تسفير الشباب للانضمام إلى تنظيمات مثل «داعش» وغيرها.
من ليبيا إلى سوريا والعراق وأفغانستان وصولا إلى تونس، لم تسلم شعوب العالم العربي من بطشه.
آلاف من الشباب التونسي مثلوا وقود التيارات المتطرفة في سوريا والعراق وغيرها من الدول التي تشهد نزاعات مسلحة، ونفذ هؤلاء عددًا لا يحصى من المجازر في كل مكان بالعالم بلا رحمة.
وتعقبت مراسلة شبكة «العربية» المسالك البرية التي قطعها الشباب التونسي خلال السنوات الأخيرة نحو محرقة الجماعات الإرهابية، وذلك لكشف أسباب التحاقهم بمثل تلك الجماعات.
وتضج تونس بعشرات المسارات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة لتسفير وتدريب الشباب التونسي للالتحاق بالجماعات المتطرفة بالخارج.
وتمثل مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا المسار الأشهر لتسفير الشباب التونسي؛ حيث دخلوها ونفذوا فيها عمليات إرهابية دامية.
ومن بن قردان الحدودية، بزغت محاولات ضرب الدولة المدنية في تونس، وإقامة ما يعرف باسم «دولة الخلافة»؛ لكن تلك المحاولات أُحبطت.
وفي هذا الصدد، قال مصطفى عبدالكبير، الناشط الحقوقي، إن «الطريق في بن قردان يفصل عن ليبيا عشر كم، يتنقلون فيه نحو الحدود.. هذه الشبكات ليست شبكات، بل لها أذرع في تونس ولها أذرع دولية وتابعة لأطراف دولية».
وتابع: «لها أطراف سياسية دولية متعددة داخل تونس وخارج تونس، وتستمر العملية. هم يجدون من ينتظرهم بعد الحدود مع ليبيا، حتى يصل إلى مدينة صبراتة».