بكين  
مدارات عالمية

خبير سياسي: بكين لا تريد الانجرار خلف «الفخ الأمريكي» في أزمة تايوان

فريق التحرير

تسود حالة من الترقب العالمي لرد الصين على زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، في ضوء التصعيد المستمر بين واشنطن وبكين ،في حين تستبعد غالبية التقديرات نشوب أزمة عسكرية بين الدولتين.

وقال الخبير في الشؤون الدولية والمختص بالشأن الأمريكي، بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أحمد سيد أحمد، إن هناك حدودا للتصعيد المحتمل بين الصين وأمريكا، مستبعدًا أن يحدث أي صدام عسكري بين الدولتين على خلفية الأزمة المحتدمة بينهما بعد زيارة ثالث أكبر سياسية أمريكية، بيلوسي، إلى تايوان، مبينًا أن الطرفين لا يرغبان في أن تخرج الأمور عن السيطرة، إذ تبتعد كل خطط الرد من جانب الصين عن الخيار العسكري الذي تجعله بكين في مؤخرة الحلول، بحسب «سكاي نيوز».

وتابع الخبير «تعي بكين جيدًا خطورة الموقف، ولا تريد الانجرار خلف "الفخ الأمريكي"، الذي يستهدف جر الصين إلى أزمة عسكرية مع تايوان بغرض إرباكها وتحجيم نفوذها وتعطيل اقتصادها، هذا ما ترغب به الولايات المتحدة في الوقت الراهن، وتدركه الصين بشكل جيد ولن تتورط فيه»، على حد قوله.

وأكد أن واشنطن وبكين تدركان ما تعنيه الحرب في الوقت الراهن من خسائر مُضاعفة للاقتصاد العالمي المُنهار جراء الأزمة الأوكرانية، ولا يرغب أي منهما في مضاعفة أزمة الاقتصاد العالمي، لأن الدخول في صدام مُباشر بينهما يعني انهيار منظومة الاقتصاد تمامًا.

وأشار أحمد إلى أن الصين تتبنى استراتيجية الردع، في إطار تصعيدها ضد الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكن تتجنب الدخول في الحرب، مشيرًا إلى أن بكين، على مدار الأيام الماضية حاولت استعراض قوتها العسكرية بحريًا وجويًا، وتجاوزت المناورات التي نفذتها القوات الصينية نحو 7 أميال في عمق تايوان، وكذلك التحركات من جانب الأسطول البحري في بحر الصين، وهي سياسة تستهدف الردع دون الرغبة في خوض حرب.

وقال أحمد أن زيارة بيلوسي عبارة عن «تحرش بالجانب الصيني وانتهاك لقانون الدولي» باعتبار تايوان جزءا من الأراضي الصينية، وخروج عن المبدأ الأمريكي التاريخي للاعتراف بسيادة الصين ووحدة أراضيها ومنها تايوان، لذلك تتعامل معها بكين باعتبارها تجاوزا يتطلب الردع، وستؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين.

وبين أن بكين سارعت بتطبيق عقوبات اقتصادية على بيلوسي، كما قامت بوقف التجهيزات الخاصة بأحد أكبر مصانعها في الولايات المتحدة، (مصنع كاتل لتصنيع البطاريات)، كما أوقفت بعض استثماراتها المستقبلية داخل أمريكا، وفي تايوان أعلنت الصين إغلاق نحو 2000 شركة، كما أوقفت تصدير الرمال البيضاء، المُستخدمة في إنشاءات الطرق.

ولفت الخبير المصري إلى أن حدود التصعيد بين الدولتين ستتوقف عند العقوبات العسكرية واستعراض قوة الردع من جانب الصين، دون الدخول في تصعيد عسكري، بين الصين وتايوان، على غرار الأزمة الروسية الأوكرانية

مرر للأسفل للمزيد