مدارات عالمية

حكومة أردوغان تزعم وجود «اتصالات سرية» لتجنب الصدام مع الجيش السوري

زيارة روسيا تضع النقاط على الحروف.. ودمشق لم تعقب..

فريق التحرير

تزعم حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان وجود «قنوات واتصالات سرية مع الحكومة السورية لتفادي المواجهة المباشرة في شمال شرق سوريا»؛ حيث ينشر الجانبان قواتهما، وذلك على الرغم من رغم العداء بين أنقرة ودمشق المستمر منذ تسع سنوات، منذ دعم أردوغان الحرب الأهلية في سوريا؛ لتنفيذ أجندة توسعية، تبدت مؤخرًا في محاولة احتلال شمال سوريا، عبر عملية «نبع السلام»، الإجرامية.

ويقول مسؤولون أتراك، بحسب وكالة رويترز، إن بلادهم «تجري اتصالات مع دمشق»، يأتي هذا على الرغم من أن أردوغان يدعم الميليشيات المسلحة، الذين يحاربون لاستنزاف مؤسسات الدولة السورية، ودعم الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ثماني سنوات؛ ما يجعل أردوغان شريكًا في المسؤولية عن مقتل نصف مليون سوري وتهجير نحو 11 مليون من المناطق التى يعيشون فيها، قبل محاولته احتلال شمال البلاد ذات الأهمية الاقتصادية.

غير أن التدخل الروسي في المشهد السوري أعاد الاتزان، ومع انسحاب القوات الأمريكية الآن من شمال شرق سوريا، تندفع قوات الأسد المدعومة من روسيا إلى مناطق الشمال، التى ترغب القوات التركية في احتلالها، ويقول 3 مسؤولين أتراك: «هناك قنوات اتصال سواء في شكل اتصالات عسكرية ومخابراتية مباشرة أو بطريق الرسائل غير المباشرة عبر روسيا للحد من خطر المواجهة».

وقال مسؤول أمني تركي لرويترز: «نحن على اتصال مع سوريا بشأن المسائل العسكرية والمخابراتية منذ فترة؛ لتجنب أي مشاكل في أرض الميدان.. أول اتصال كان بشأن حالة تصعيد في شمال غرب سوريا»، وهي حالة منفصلة عما يجري في الشمال الشرقي الآن، وذلك عندما شنت قوات سورية مدعومة من روسيا، في وقت سابق من هذا العام، هجومًا في إدلب التي تنتشر بها قوات تركية.

وأضاف: «التواصل مع سوريا يتم إلى حد كبير عبر روسيا، لكن هذا الاتصال كان يجري بشكل مباشر بين تركيا وسوريا في بعض الأحيان؛ لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة بين الجنود السوريين والأتراك»، وتعكس الاتصالات الأمنية مع دمشق حقيقة آخذة في التنامي ولا يمكن لأنقرة تجاهلها، وهي استعادة الرئيس السوري سيطرته على البلاد.

ويشير موقف روسيا كوسيط أيضًا إلى الدور المركزي الذي تلعبه موسكو، ومن هنا تزداد أهمية استدعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأردوغان في منتجع «سوتشي»، المطل على البحر الأسود، اليوم الثلاثاء، في محادثات من المحتمل أن تحدد ملامح الخطوات المقبلة في شمال شرق سوريا، بما فيها «وجهة نظر سوريا والخطوات التي ستتخذها»، بحسب مسؤول تركي.

وقال أردوغان، في وقت سابق، إنه «قد يقبل دخول القوات السورية إلى منبج طالما أُزيحت وحدات حماية الشعب الكردية منها»، وتمثل الوحدات القوة القتالية الرئيسة في قوات سوريا الديمقراطية، وتعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، وقالت القوات التي يقودها الأكراد -التي كانت الشريك الرئيس لواشنطن في معركة القضاء على تنظيم داعش في سوريا- إنها أجرت محادثات مع دمشق حول محاولة وقف التقدم التركي.

مرر للأسفل للمزيد