كشفت مصادر أمريكية عن تطورات جديدة في ملف الإطاحة بمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، من فريق الرئيس دونالد ترامب، الذى أجبر مستشاره على الاستقالة التي أرجعها الرئيس إلى «كثرة الخلافات السياسية بينهما».
وقال «news24»، الفرنسي: «أحد الأسباب الرئيسية وراء استقالة بولتون اعتراضه على حوار ترامب مع قادة طالبان حول مستقبل أفغانستان؛ ما جعل الرئيس يبحث عن مستشار جديد (رابع) للأمن القومي».
وأوضح مصدران قريبان من الملف أن «إحدى المشكلات التي أثارت ترامب ضد بولتون، علاقته الخاصة بنائب الرئيس مايك بنس، الذي يشارك الموقف المعارض للحوار مع حركة طالبان. وسعى الرئيس إلى جلب قادة الحركة الأفغانية إلى كامب ديفيد بماريلاند من أجل التوصل إلى اتفاق سلام».
وأشارت المصادر إلى أن «بولتون حاول التحالف مع بنس لتوجيه رسالة إلى ترامب مفادها أنه حتى نائب الرئيس لم يوافق على توجهات الرئيس؛ الأمر الذي أزعج ترامب الذي بادر بإلغاء المحادثات المقررة في كامب ديفيد نهاية هذا الأسبوع».
ورصد موظفون في البيت الأبيض أنهم لاحظوا تغييرًا في نهج بولتون خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث «أصبح أكثر هدوءًا، ولم يعد يدخل في مواجهات، وغالبًا خارج المدينة، على الرغم من أن أفضل المستشارين كانوا يتنقلون في الغالب مع رئيس أثناء السفر إلى الخارج».
وفيما كان بولتون -بحسب المصادر نفسها- «يستقل طائرته الخاصة ويسافر إلى دول ليست على مسار ترامب»، فقد كان «ترامب ومستشاره حليفين لديهما وجهات نظر مختلفة في السياسة الخارجية».
وكان بولتون يشك في استراتيجية ترامب بشأن كوريا الشمالية وجهود إغراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعم حرب في العراق، ومع ذلك، فقد عملا معًا بشكل متناغم نسبيًّا لمدة 17 شهرًا؛ حيث طرح بولتون وجهات نظره المتشددة من وراء الكواليس، وفاز ببعض المناقشات الداخلية.
إلى ذلك، أعلن ترامب، مساء السبت الماضي، إلغاء محادثات سلام كان مخططًا لها مع حركة طالبان الأفغانية، وقال على تويتر إن «مباحثات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني كان من المقرر أن تعقد في منتجع كامب ديفيد، سيجري إلغاؤها، وإن محادثات السلام مع طالبان سيجري تعليقها».
وأضاف: «لسوء الحظ، ومن أجل بناء نفوذ زائف، اعترفوا بتنفيذ هجوم في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء، و11 شخصًا آخرين. لقد ألغيت الاجتماع على الفور، وأوقفت مفاوضات السلام».
وتابع: «أي نوع من الناس هؤلاء الذين يقتلون الكثير من أجل تعزيز موقفهم التفاوضي؟! إنهم لم يحققوا مبتغاهم.. لقد زاد الأمر سوءًا! إذا لم يتمكنوا من الموافقة على وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام المهمة للغاية هذه -كما قتلوا 12 بريئًا- فمن المحتمل أنهم لا يملكون القوة للتفاوض على اتفاق ذي معنى على أي حال. كم عقدًا من الزمان يرغبون في القتال؟!».
وقتل جنديان من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) (أمريكي وروماني)، من بين 12 شخصًا آخرين، الخميس الماضي، عندما نفذت طالبان هجومًا بسيارة مفخخة في موقع أمني بالقرب من مقر مهمة الدعم الحازم التي يقودها حلف الناتو في كابول.
إلى ذلك أعلن مسؤولون في أفغانستان، أمس الثلاثاء، أن «حركة طالبان سيطرت على مقاطعة بكاملها في إقليم تخار شمال البلاد». وأوضح رئيس المجلس الإقليمي وفيّ الله رحماني –بحسب وكالة الأنباء الألمانية- أن «طالبان سيطرت على مركز مقاطعة يانجي قلعة في إقليم تخار، بعد يومين من القتال ضد القوات الحكومية الأفغانية».
وأكد عضو مجلس الإقليم أرباب روح الله رؤوفي، أن «المقاطعة سقطت»، لكن لم يتم الكشف بعد عن جملة الخسائر البشرية في كلا الجانبين، فيما قال «رؤوفي» إن «معظم المناطق كانت خاضعة لسيطرة طالبان بالفعل ما عدا مركز المقاطعة»، وهو منطقة صغيرة نصف قطرها كيلومتر واحد تقريبًا، كانت تسيطر عليها الحكومة الأفغانية.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صدق صديقي، قد أشار إلى الدور الذي تلعبه قطر في قتل الشعب الأفغاني، وقال إن طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر، وفق ما أفادت «أفق نيوز» ووكالات أنباء أفغانية أخرى.
وأشار صديقي، خلال مؤتمر صحفي عقده، الأحد الماضي، بالعاصمة الأفغانية، إلى أن الشعب الأفغاني لن يقبل بتاتًا سلامًا غامضًا وغير كامل ولن يؤدي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام.
ووصف المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، وجود قادة طالبان في قطر بأنه «شهر عسل»، مؤكدًا ضرورة إنهاء المفاوضات في قطر، التي يرى أنها وُلدت ناقصة وعقيمة منذ البداية.
وأضاف: «كانت عملية التفاوض في قطر خاطئة، ونتائجها غير مكتملة منذ البداية؛ لهذا أبدينا قلقنا للأمريكيين منذ بداية التفاوض وفي الجولة الثانية من المحادثات، كما شاركتنا الولايات المتحدة قلقنا بشأن هذه العملية التي كانت غير مكتملة منذ بدأت».
وشدد صديقي على التزام الحكومة الأفغانية بالعمل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في المنطقة لتأمين سلام دائم وكريم في المستقبل.