مدارات عالمية

محلل سياسي: التدخل الخارجي في ليبيا عمّق الأزمة السياسية

تركيا تخرق حظر تصدير السلاح

فريق التحرير

قال المحلل السياسي، عبدالستار حتيتة،  المتخصص في الشأن الليبي، إن طول الأزمة الليبية، فرض عليها تدخلات دولية وحول منطقة ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء لساحة تنافس دولي، مؤكدًا أن هناك دولًا لها حضور كبير في الأزمة وتسببت في تعقيدها أكثر من اللازم.

وأضاف أن الأزمة الليبية تعقدت بسبب تضارب المصالح الاستعمارية لعدد من الدول، على رأسها فرنسا، وبعض الأطراف الأوروبية، إضافة لبعض الدول العربية التي لها تطلعات في واحد من أهم الملفات التي تخص مستقبلهم على الساحة الدولية، من أجل إيجاد دور لا غنى عنه بين القوى الكبرى في العالم، لا تزال الإمارات وفرنسا تقدمان الدعم العسكري للميليشيات المسلحة التي باتت تهدد الحل السياسي في ليبيا ومستقبلها.

وأكد أن بعض الدول على رأسها فرنسا وتركيا تخرق الحظر الدولي الذي أقره مجلس الأمن الدولي، في 2011، على تصدير السلاح إلى ليبيا، بدعمها للميليشيات المسلحة بأسلحة ثقيلة واستراتيجية تملك بعضها وتحصل على البعض الآخر من دول أخرى، ما أدى إلى فوضى عارمة داخل البلاد وانقسام سياسي داخل مؤسسات الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدهور الاقتصاد.

وقال إن من بين الدول التي أصبح لها حضور في ليبيا والقارة الإفريقية فرنسا والإمارات، حيث تهدف تحركاتهما إلى دعم منظومة سياسية معينة لكي  تصل إلى سدة الحكم.

وأكد أن باريس منذ سنة 2011 لعبت دوراً محورياً لإنجاح الحملة العسكرية التي نفذها حلف شمال الأطلسي على ليبيا بهدف الإطاحة بنظام العقيد معمّر القذافي بالتعاون مع عدد من الدول الغربية والإقليمية، ووقتها أعلنت أنه من "المنصف والمنطقي أن تستفيد الشركات الفرنسية من كعكة النفط الليبية".

ولفت إلى أن الدور الفرنسي يمتد أيضًا إلى تشاد؛ حيث الجيش الفرنسي قام في وقت سابق بتسليم تسع مركبات استطلاع قتالية ERC-90 إلى تشاد.

وأكد أن من بين مظاهر التدخل القوى في الشؤون الإفريقية هو دعم حركات التمرد في تشاد؛ حيث كان للدعم الخارجي دور بارز في تسليح وتدريب المجموعات التشادية التي عملت كمرتزقة أيضًا في الداخل الليبي، وانتهت تحركاتها بمقتل الرئيس التشادي، إدريس ديبي، الشهر الماضي.

وقال إن تقريرًا صادرًا عن الأمم المتحدة ونشرته وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية وثق في أجزاء منه التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا، حيث كشف أن خبراء من الأمم المتحدة يحققون في 37 رحلة جوية وصلت إلى  ليبيا تحمل أسلحة ومعدات عسكرية لدعم بعض الأطراف على حساب الآخر لتحقيق مصالح المتدخلين في الشأن الليبي.

ونوه إلى أن منطقة الهلال النفطي تعد من بين المناطق التي تتصارع على احتكار الاستثمار فيها الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن هناك محاولات لخلق فوضى في القارة الإفريقية، لتحقيق مصالح هذه الدول والسيطرة على ثروات بلدانها.

مرر للأسفل للمزيد