مدارات عالمية

قبل فرض عقوبات.. أردوغان يفجر «قنبلة سياسية».. وتحول تام بموقفه لإرضاء الاتحاد الأوروبي

خشية قرارات قمة ديسمبر

فريق التحرير

فجَّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما أعتبره المراقبون «قنبلة سياسية»، بقوله إنه يرى «بلاده جزءًا من أوروبا، وإن أي مشكلة مع دول أو مؤسسات ما، لا يمكن حلها إلا بالحوار والمفاوضات».

وبدا أن تصريح أردوغان، من حيث وقته ومكانه، قد يعني تحولًا سياسيًّا محتملًا لنهج أردوغان خلال المستقبل المنظور، بحيث تعود تركيا إلى موقعها التقليدي كحليف ضمن منظومة حلف شمال الأطلسي «ناتو» عسكريًّا، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي اقتصاديًّا وسياسيًّا.

وهذا قد يقود بالتبعية إلى التخلي عن شبكة حلفائه الإقليميين والدوليين، من التنظيمات المتطرفة أولًا، مرورًا بقطر وإيران، وانتهاءً بروسيا والصين.

وفي ردٍّ غير مباشر على تصريحات أردوغان، قال ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن «عضوية الاتحاد ليست مجرد دعوات أو أمنيات.. تركيا يجب أن تفهم أن سلوكها هو الذي يوسع انفصالها عن الاتحاد، وأن إعادة العلاقات إلى مسارها سيتطلب تغييرًا جذريًّا في مواقف أنقرة».

وذكر موقع «ون نيوز» الإخباري في تقرير أن «رسالة أردوغان إلى بروكسل، بالدعوة إلى الحوار والمفاوضات، تأتي في الوقت الذي قد يقرر فيه زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة ديسمبر المقبلة مزيدًا من العقوبات على تركيا، ردًّا على السلوكيات الأخيرة في شرق البحر المتوسط.

ويرى الأوروبيون، حسب الموقع، أن خطاب أردوغان لم يترافق مع أي تغيير على أرض الواقع؛ فالسفن الاستكشافية التركية لا تزال تخترق المياه القارية اليونانية التي هي جزء من الاتحاد الأوروبي. وفوق ذلك، زار أردوغان جزيرة قبرص ودعا إلى حل الدولتين، في تعارض واضح مع التوجهات الأوروبية.

صحيفة «جورناليزم بوست» نشرت مقالًا تحليليًّا مطولًا للكاتب سلام الخطيبي، شرح فيها المرامي العميقة لأردوغان من وراء مثل تلك الدعوة للتحاور، وقال: «لطالما كان يقصف المصالح الاستراتيجية الأوروبية، منذ فقد كل ثقة بمحاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ووصل استفزازه إلى درجة دعوته إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية في تركيا والعالم الإسلامي».

وتابع: «كان يفعل ذلك بروح الدعاية الشعبوية المنفصلة عن دوره الذي يستحقه كقائد سياسي يسعى إلى إدخال بلاده في المنظومة الأوروبية.. يأمل أردوغان راهنًا الحصول على دعم شعبي لتعويض تراجع شعبيته في الداخل وصرف الانتباه عن الليرة التركية المتراجعة».

أما الكاتب والباحث شارلي وايميرس فرأى –في مقال نشره في موقع «نيو يوروب»– أنه «لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يتسامح مع ابتزاز تركيا وخطابها المهين للقيم والدول والشخصيات الأوروبية».

وتابع: «لذلك، يجب على الاتحاد الأوروبي ألا يُلقيَ بالًا لدعوات أردوغان اللفظية، بل عوضًا عن ذلك يجب أن يدعم الدعوات الفرنسية واليونانية لتعليق الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وإظهار أن أي عمل تجاري تشاركي، أو بالأحرى، وجود أي عمل آخر أيًّا كان، لن يحدث بين الطرفين حتى تُغيِّر تركيا لهجتها وسلوكها العدواني».

اقرأ أيضًا: 

مرر للأسفل للمزيد