أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أجرى اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، وطالبه بـ«ضرورة حماية الأمريكيين في العراق»، فيما قال الرئيس العراقي، برهم صالح، مساء الثلاثاء، إن «التعرض للبعثات الدبلوماسية يعد ضربًا لمصالح العراق وسمعته الدولية».
وفي هذا الصدد، قالت الخارجية الأمريكية، إن هناك فرقًا بين احتجاجات العراقيين والتظاهرات التي تحركها إيران، مشددة على أنه لا ينبغي الخلط بين احتجاجات الشارع العراقي وما حدث أمام السفارة.
وفي وقت سابق دعا وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الحكومة العراقية، إلى «الوفاء بالتزاماتها الدولية بالمساعدة في حماية الأمريكيين في العراق»، يأتي هذا فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو أن «جميع العاملين في السفارة الأمريكية في بغداد، آمنون».
وأبدى فيه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي تأييدهم لسياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في توجيه ضربة لميليشيات حزب الله العراقي، الأحد، وتدخّله لتحذير إيران، الثلاثاء، من مغبّة مواصلة الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد.
وغرّد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: «أنا فخور جدًّا بالرئيس الأمركيي دونالد ترامب، لقد تصرّف بحزم في مواجهة التهديدات ضد سفارتنا في بغداد. لقد وجّه رسالة إلى العالم: لن تكون هناك بنغازي ثانية في العراق». في إشارة إلى الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي في بنغازي عام 2012.
«تطور درامي»
يأتي هذا بالتزامن مع تأكيد شهود عيان، أن محتجّين عراقيين تقودهم عناصر موالية لإيران اقتحموا نقطة أمنية عند مدخل مجمع السفارة الأمريكية ببغداد وأضرموا فيها النار، وحثّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العراقيين على «التحرك»، وذلك «إذا كانوا يريدون الحرية ولا يرغبون في الخضوع لسيطرة إيران».
وقال ترامب، في تغريدة نشرها، اليوم الثلاثاء، على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، «لملايين المواطنين العراقيين الذين يرغبون في الحرية ولا يريدون الهيمنة والسيطرة عليهم من قبل إيران: هذا هو وقتكم!».
وعلى «تويتر» أيضًا، كتب السيناتور الجمهوري مارك روبيو أن «الحكومة العراقية والبعض في أمريكا يجادل بأننا جلبنا الهجوم على سفارتنا من خلال ضرب أعوان إيران.. وهذا كلام حثالة. لقد ظلوا (الميليشيات العراقية) يطلقون النار علينا لمدة أسابيع وقتلوا أمريكيًّا. وما كان يجب أن نسمح لهم بالاستمرار دون الرد عليهم بلغة يستطيعون فهمها».
وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون: «عندما قتلت الميليشيات التي تدعمها إيران أمريكيًّا في العراق الأسبوع الماضي، تلقّت ردًّا حاسمًا. الآن سفارتنا في بغداد، وهي أرض أمريكية ذات سيادة، تتعرض لهجوم في تصعيد متهوّر آخر. وكما قال الرئيس: إيران تتحمل المسؤولية».
ومن جانبه، حمّل السيناتور الجمهوري الأمريكي توم كوتن، إيران المسؤولية عن ما تعرضت له سفارة بلاده، واصفًا ما حدث بـ«التصعيد المتهور».
«الإعلام ينتفض»
وفي سياق آخر، وصفت صحيفة «شيكاغو تريبيون» الأمريكية، اقتحام عشرات من رجال الميليشيات العراقية الشيعية ومؤيديهم مجمع السفارة الأمريكية في بغداد، بأنه خرق غير مسبوق، مشيرة إلى أنه أسوأ الهجمات على السفارة في الذاكرة الحديثة.
وأوضحت أن الهجوم يأتي عقب غارات جوية قاتلة أدّت إلى مقتل 25 من مقاتلي كتائب حزب الله، الميليشيا التي تدعمها إيران في العراق.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن التطورات تمثّل تراجعًا كبيرًا في العلاقات العراقية–الأمريكية، وقد تقوض نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، وتضعف يد واشنطن في حملتها القصوى للضغط على إيران.
وأردفت تقول: «لقد كافح العراق -منذ فترة طويلة- لتحقيق التوازن بين علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران. لكن رد فعل الحكومة الغاضب على الغارات الجوية الأمريكية، وقرارها الواضح بعدم منع المحتجين من الوصول إلى السفارة يدل على تدهور حاد في العلاقات بين البلدين».
«اتهام لإيران»
ولفتت إلى أن قوات الأمن العراقية لم تبذل أي جهد لوقف المتظاهرين أثناء سيرهم إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، بعد مراسم تشييع القتلى في الغارات الجوية الأمريكية، ما سمح لهم بالمرور عبر نقطة تفتيش أمنية تؤدي إلى المنطقة.
وأوردت «شبكة فوكس نيوز» الأمريكية تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحميل النظام الإيراني المسؤولية كاملة عما حدث.
وعلى نحو مماثل، ألقى المشرّعون الأمريكيون اللوم على إيران في الهجوم على السفارة؛ حيث قال السيناتور ماركو روبيو، عن ولاية فلوريدا، إن الإيرانيين مسؤولون -بشكل مباشر- عن تنظيم ذلك الهجوم.