أدت الفيضانات التي اجتاحت غربي ألمانيا، أمس الخميس، إلى وفاة نحو 103 أشخاص، وتدمير مساحات شاسعة من الأراضي، كما جرفت المياه منازل كثيرة، وهناك العشرات بولاية راينلاند بفالتس في عداد المفقودين، ومن بين القتلى نزلاء مؤسسة للمعاقين.
وأعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن تعازيه للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ضحايا كارثة الفيضانات التي ضربت غربي ألمانيا، وذلك في أعقاب لقائه مع المستشارة بالبيت الأبيض، مؤكدا أن الفيضانات مأساة وقلوبنا مع العائلات التي فقدت أحباءها.
وتعهدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بمساعدة المتضررين من كارثة الفيضانات التي وقعت في غرب ألمانيا أمس الخميس، وقالت (عقب لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بالبيت الأبيض): لن نتركهم وحدهم في هذه الساعة العصيبة والمروعة، وسنساعدهم أيضا فيما يتعلق بإعادة البناء.
وأوضحت ميركل أنها تتابع معاناة الناس عن قرب وأنها ظلت طوال اليوم تستعلم عن الوضع، مشيرة إلى أن اليوم كان يوم خوف على الحياة والممتلكات ويوم قلق ويأس، وقالت إن مئات الآلاف اضطروا إلى مشاهدة المنازل وهي تتحول إلى أفخاخ موت.
واكتنف الوضع الغموض في ظل استمرار الأمطار في العديد من المناطق بولايتي راينلاند بفالتس وشمال الراين ويستفاليا. واستخدم المسعفون القوارب لنقل بعض المتضررين من الفيضانات إلى أماكن آمنة، ولاذ العديد بالأشجار وأسطح المنازل لحماية أنفسهم من الفيضانات وشاركت مروحيات في إنقاذ سكان المناطق المتضررة.
وقالت رئيسة حكومة ولاية راينلاند بفالتس، مالو دراير، إنه كان من الصعب الوصول إلى مفقودين بسبب تعطل جزء من شبكة الهاتف النقال ونحن لم نر كارثة بهذا الشكل.. إنها مدمرة بالفعل.
وتوجه رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا ومرشح المسيحيين لمنصب مستشار ألمانيا، ارمين لاشيت، إلى منطقتي التينا وهاجن للاستعلام عن الوضع، وقد تواجد في هاجن وحدها نحو 440 فردا من قوات الإطفاء وخدمة الإغاثة الفنية و100 فرد من الجيش الألماني من أجل السيطرة على الكميات الكبيرة من المياه.
ولا يزال الوضع متوترا في ولاية شمال الراين ويستفاليا حيث لا تزال قوات الإطفاء وقوات الإنقاذ الأخرى تكافح الفيضان في العديد من المناطق، وأفادت وزارة الداخلية في الولاية بأن ما لا يقل عن 30 شخصا فقدوا أرواحهم في هذه الفيضانات فضلا عن حدوث إصابات لـ57 شخصا.
وقطع أولاف شولتس، وزير المالية، نائب المستشارة أنجيلا ميركل، عطلته بسبب الفيضانات وتوجه مع دراير للاطلاع على الوضع في منطقة الكارثة وأعرب عن تأثره بسبب التدمير العنيف الذي سببته الطبيعة لكنه أشار إلى أن هذه الكارثة الطبيعية بالتأكيد لها علاقة بمضي التغير المناخي قدما على نحو سريع. كما عادت مرشحة حزب الخضر لمنصب المستشار انالينا بيربوك من عطلتها بسبب كارثة الفيضانات.