قالت شرطة بنجلاديش، إن السلطات فتحت تحقيقًا بشأن مقتل ناشط بارز معني بحقوق الروهينجا، في مخيم للاجئين بجنوب شرقي البلاد.
وقال مسؤول الشرطة شكيل أحمد: «لقد عززنا الأمن في المخيمات وحولها، وبدأنا التحقيق بشأن حادث القتل».
وأوضح أن المحققين لم يتمكنوا بعد من تحديد الدافع وراء مقتل محب الله (50 عاماً)، رئيس «جمعية أراكان للروهينجا من أجل السلام وحقوق الإنسان».
وقتل مسلحون مجهولون في وقت متأخر من مساء الأربعاء، محب الله، وهو معلم تحول إلى ناشط حقوقي، داخل مخيم للاجئين في منطقة كوكس بازار، التي يوجد بها مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا الذين فروا من الاضطهاد في دولة ميانمار المجاورة ذات الأغلبية البوذية.
وأضاف شكيل أحمد إنه تم نشر أفراد شرطة مسلحين إضافيين لتعزيز المراقبة في المخيمات. وأظهرت لقطات تلفزيونية إقامة نقاط تفتيش مؤقتة عند نقاط الدخول في معظم مخيمات اللاجئين البالغ عددها 34 مخيماً. وأغلقت معظم المتاجر، حسب اللقطات.
وألقى الشقيق الأصغر للضحية، حبيب الله، باللوم على «جيش إنقاذ روهينجا أراكان»، وهي جماعة متمردة من الروهينجا، في مقتل شقيقه.
وصرح لقناة 24 الإذاعية بأنه كان برفقة شقيقه عندما أطلق المهاجمون نيران أسلحتهم على محب الله.
كما زعم أنه تعرف على بعض المهاجمين ، الذين ينتمون إلى «جيش إنقاذ روهينجا أراكان» وهي جماعة متهمة بتنفيذ الهجوم على نقاط التفتيش الأمنية في شمال ولاية راخين، والتي قيل إنها دفعت جيش ميانمار لشن حملة ضد الروهينجا في أغسطس 2017.
وفر ما يقرب من 750 ألفًا من مسلمي الروهينجا من الحملة القمعية وعبروا الحدود إلى بنجلاديش، التي تستضيف الآن أكثر من مليون من الروهينجا.
وحشد محب الله، الذي كان أيضا من بين هؤلاء، اللاجئين في مخيمات بنجلادش تحت راية «جمعية أراكان للروهينجا من أجل السلام وحقوق الإنسان»، بمشاركة أكثر من 300 ناشط يعملون من أجل حقوق الروهينجا.
ولعبت المنظمة دورًا في خطط لإعادة مسلمي الروهينجا إلى ميانمار، وفقًا لتقرير حكومي.
وكان محب الله من بين مجموعة من ضحايا الاضطهاد الديني من جميع أنحاء العالم الذين التقوا بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض عام 2019، عندما طلب من الولايات المتحدة مساعدة شعبه المحاصر.
وأعرب وفد الاتحاد الأوروبي في بنغلادش، في تغريدة عبر تويتر، عن تعازيه بشأن الوفاة وحث السلطات في بنجلاديش على تقديم المهاجمين للعدالة.
وقال الناشط الحقوقي البنغالي نور خان إن بعض الجماعات المتمردة التي تعارض الحل السلمي لأزمة الروهينجا قد تكون وراء مقتل محب الله، الذي كان يبحث دائمًا عن طرق غير عنيفة لإنهاء المشكلة.
وأضاف نور «إنها إشارة إلى أن المتطرفين كانوا يحاولون السيطرة على اللاجئين في بنجلاديش»، مضيفًا أنه يخشى أن تؤدي عملية القتل إلى تأخير عملية إعادة الروهينجا المتعثرة إلى ميانمار.
ودعا وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين إلى إجراء تحقيق كامل وشفاف في مقتل الناشط بهدف محاسبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
وقال بلينكين في بيان «سنحتفي بعمله من خلال الاستمرار في الدفاع عن الروهينجا ورفع أصوات أعضاء المجتمع في قرارات تتعلق بمستقبلهم».
اقرأ أيضا: