كشف موقع «إنسايدر» الأمريكي أن عملية اغتيال القيادي في تنظيم «القاعدة»، أبو محمد المصري، في طهران، لم تكن لتتم بدون موافقة الولايات المتحدة، وأن إسرائيل قضت شهورًا طويلة في الإعداد لهذه العملية.
وذكر الموقع، في تقرير (ترجمته عاجل)، أن اغتيال القيادي في «القاعدة»، أغسطس الماضي، على يد فريق عمليات خاصة إسرائيلي له تكلفة ضخمة، وتم بناء على طلب مباشر من أجهزة المخابرات الأمريكية، وأن إسرائيل كانت ستسعى للحصول على تعويض باهظ مقابل تنفيذ مثل هذه العملية «الخطرة والمعقدة».
وكان مسؤولو المخابرات الأمريكية أكدوا، الأسبوع الماضي، أن عملية إسرائيلية، تمت في السابع من أغسطس الماضي، أسفرت عن مقتل أبو محمد المصري، العضو في «القاعدة» منذ ثمانينيات القرن الماضي، والذي كان يقيم في إيران قيد الإقامة الجبرية والمراقبة منذ أن فر من الغزو الأمريكي لأفغانستان بالعام 2001.
ونقل الموقع عن مصادر من المخابرات الأوروبية، لم يسمها، أن الوصول إلى المصري، تحت مراقبة شديدة من السلطات في طهران، لم يكن سهلًا أو بخس الثمن.
عملية أمريكية – إسرائيلية مشتركة
وقال مصدر أوروبي إن «عملية المصري» كانت أمريكية-إسرائيلية مشتركة؛ حيث وفرت المخابرات الأمريكية المعلومات التقنية التي حددت هوية المصري السرية وموقعه داخل طهران، فيما وفرت إسرائيل الفريق الذي نفذ العملية في قلب العاصمة الإيرانية.
وأضاف: «نعلم منذ العام 2003 أن إيران تستخدم مزيجا من إجراءات الإقامة الجبرية والملاذ الآمن لقيادات القاعدة وعائلاتهم الذين فروا من الغزو الأمريكي لأفغانستان بالعام 2001».
وأشار إلى أن المصري وزميله سيف العدل (مصري الجنسية) من أعضاء التنظيم ومقيم في إيران، من بين أبرز المطلوبين لمسؤولي مكافحة الإرهاب، نظرًا لقدراتهما العملية، ونشاطهما الكبير مع كثير من الموالين لـ«القاعدة» في سوريا.
وأوضح مصدر بالمخابرات الإسرائيلية لـ«ذا إنسايدر»، أن الموساد يعمل على تجنيد وتدريب الإسرائيليين من أصول إيرانية من أجل تنفيذ عمليات سرية هناك، مشيرًا إلى وجود أكثر من نصف مليون إسرائيلي ترعرعوا في إيران أو يتحدثون الفارسية مع عائلاتهم.
وأشار مصدر أوروبي إلى أنه «بالنظر إلى أهمية العنصر البشري، فمن النادر استخدام عناصر إسرائيلية لتنفيذ مثل هذه العمليات، ويتم عوضًا عن ذلك استخدام عناصر من جماعات مناهضة للنظام، مثل حركة استقلال بلوشستان، التي تتلقى أموالًا من الموساد».
لكن المصدر تساءل عن حجم التعويض الذي حصلت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة مقابل تنفيذ هذه العملية الضخمة، وقال: «لا أدري كيف حفزت واشنطن إسرائيل على هذه العملية.. من الواضح أن المصري كان هدفًا لهم منذ فترة طويلة».
المصري.. قائد عمليات التنظيم
يُذكر أن أبو محمد المصري (إلى جانب سيف العدل)، عملا في قيادة عمليات التنظيم، أعقاب مقتل أسامة بن لادن. ورغم أن أيمن الظواهري يعد القائد الأعلى للتنظيم، لكنه قائد صوري، يختبئ عند الحدود الباكستانية – الأفغانية، ويشاع أنه توفى جراء مرض طويل ألم به.
وقاد المصري عمليات «القاعدة» في شرق أفريقيا خلال التسعينات من القرن الماضي، وهو مطلوب من الولايات المتحدة لدوره في تفجير السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا بالعام 1998، مع إعلان جائزة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وفيما لم تعلن «القاعدة» بشكل فوري عن مقتل المصري؛ لكن حسابات على منصات التواصل الاجتماعي معروفة بقربها من قيادات التنظيم بدأت في تأبينه.
ورغم الخصومة السياسية والدينية بين إيران الشيعية و«القاعدة»، إلا أن علاقة غريبة تطورت بين الاثنين منذ العام 2001؛ حيث خلصت طهران إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم شيء ذو قيمة مقابل تسليم أعضاء التنظيم.. وسبق وتبادلت إيران مسؤوليها المختطفين مقابل إطلاق سراح بعض من قيادات التنظيم داخل أراضيها، بما فيهم أبناء وزوجات بن لادن.